قلة ممارسة الرياضة أهم أسباب زيادة الوزن لدى الفتيات المراهقات
لندن: «الشرق الأوسط»
أثارت دراسة حديثة صدرت في الولايات المتحدة موجة من التساؤلات والمراجعات للاعتقادات السابقة حول أسباب السمنة لدى المراهقات واختلافها عما هو لدى المراهقين، فقد نشرت مجلة «لانست» الطبية المرموقة في عدد النصف الثاني من شهر يوليو الماضي نتائج الدراسة التي قام بها الباحثون من جامعة نيو مكسيكو و شملت ما يربو على 2200 فتاة في سن المراهقة من مدن مختلفة في الولايات المتحدة لملاحظة العلاقة بين ممارسة الأنشطة الرياضية ومقدار وزن الجسم. قام الباحثون بمتابعة الوزن معبراً عنه بطريقتين الأولى نسبة مؤشر كتلة الجسم والثانية سمك ثنية الجلد في العضد، وذلك من سن التاسعة وحتى الثأمنة عشرة، كما تمت ملاحظة ممارسة النشاط الرياضي ومقدار كمية الطعام اليومي باستبيان يجري كل سنتين.
نتائج الدراسة أتت مخالفة للاعتقاد بأن زيادة الوزن نتيجة فقط لزيادة كمية طعام الوجبات اليومية، فالباحثون وجدوا أن هناك زيادة تصاعدية تبلغ الضعف في الوزن خلال مرحلة المراهقة وتناقصاً يزيد على النصف في ممارسة النشاط الرياضي بالرغم من عدم زيادة كمية الطاقة في الطعام المتناولة بالقدر الذي يتناسب مع زيادة الوزن ويبررها، مما دفع الباحثين على تأكيد أن ممارسة الرياضة على هيئة المشي السريع لمدة ساعتين ونصف الساعة أسبوعياً طوال الفترة ما بين عمر التاسعة وحتى الثأمنة عشرة ينقص 6 كيلوغرامات من وزن الفتيات البيض و 9 كيلوغرامات لدى ذوي البشرة السمراء.
الدكتور «سو كيم» الباحث الرئيس في هذه الدراسة صرح ان النتائج تؤكد أهمية ممارسة النشاط الرياضي بشكل منتظم في تخفيف الوزن بدرجة تفوق أهمية تقليل كمية الطعام المتناولة يومياً. وبالنظر إلى مشكلة السمنة العالمية فإن الاهتمام بممارسة الفتيات للرياضة هي الخطوة السليمة الأولى للتقليل من ظهور هذه المشكلة الصحية ومضاعفاتها المستقبلية خلال فترة العشرينات من أعمار الفتيات، وهو ما يحتاج برامج للتأكيد على ممارسة الرياضة.
إن مما لا شك فيه أن الرياضة المتوسطة كالهرولة والمشي السريع أو الركض على «السير الرياضي» أو الـ «تردمل» المنزلي أمر في غاية الأهمية لمن تأمل في نتائج الدراسات الطبية لكل الأعمار، ومرحلة المراهقة بالذات تحتاج إلى عناية خاصة نظراً لانصراف أذهان المراهقين عن كثير مما يحسن من صحتهم، وبشكل أخص الفتيات في سن التحولات الجسدية والنفسية وحتى الاجتماعية التي تحد من مجالات ممارستهم للرياضة. السمنة في مرحلة المراهقة ليست بالضرورة أمرا عارضا يزول بعد ذلك من مراحل وهو ملاحظ في الدراسات الطبية وخاصة أيضاً لدى الفتيات والمراهقات نظراً للعديد من الأسباب الفسيولوجية والنفسية التي تعقد المشكلة إذا ما ظهرت في سن المراهقة. والملاحظات الصحية حول تأثير الرياضة على الدورة الشهرية هو شيء ناتج عن الرياضة العنيفة من قبل المحترفات وليست أمرا يظهر لدى من يمارس الرياضة الصحية بالمفهوم الطبي.