استطاع الطب البشري أن يسيطر على معظم الأمراض المعدية، ولكنه وقف عاجزاً أمام الكثير من الأمراض الناتجة عن انتقال الإنسان من حياة النشاط والحركة إلى حياة الخمول والكسل، مما جعله يتجه إلى مزيد من التحلل البدني وبالتالي عدم القدرة على النهوض بواجباته الأساسية في الحياة، لأن ذلك يتطلب منه امتلاك قدر كاف من اللياقة البدنية، التي تمكنه من القيام بهذه الوجبات بكفاءة دون سرعة شعوره بالتعب، بل يجب أن يتبقى لدية قدرا احتياطياً من الطاقة التي تلزمه للتمتع بوقت الفراغ، والطريقة الوحيدة لاكتساب اللياقة البدنية وتنميتها هو النشاط الحركي لأن الحركة شرط للنمو العضوي.
ولقد أثبتت الأبحاث العلمية بأنه حينما يقوم شخصان متكافئان أحدهما يمارس النشاط البدني ويقبل على الحركة، وآخر عازف عنها، بعمل بدني متساوي فإن الأول يتميز بكثير من الخصائص التي تدل على الصحة والكفاية البدنية أهمها:
قدرة أكبر على مقاومة المرض
قدرة أكبر على تأخر ظهور التعب.
استهلاك أقل للأكسجين.
ارتفاع اقل لضغط الدم.
عدد مرات تنفس أقل.
توافق عضلي عصبي أرقى.
سرعة أكبر للعودة للحالة الطبيعية بعد المجهود.
عدد أكبر لكرات الدم الحمراء والبيضاء.
سرعة أكبر في ترسيب حامض اللبنيك.
من هنا نستطيع أن نؤكد على أهمية الحركة للوقاية من أمراض العصر التي انتشرت في الآونة الأخيرة، ومنها هشاشة العظام.
ماذا تعرف عن هشاشة العظام:
هشاشة العظام يرتبط أكثر بالنساء
هشاشة العظام Osteoporosis هو أحد الأمراض الخطيرة التي تصيب العظام ويؤدي إلى حدوث مشاكل كثيرة وذلك لأنه يجعل العظام هشة وعرضه للكسور عند التعرض لأقل الصدمات.
وينتشر هذا المرض بصورة كبيرة وسط النساء بعد انقطاع الدورة الشهرية، فنجد 50 % من النساء فوق سن الخمسين يصيبهن كسر نتيجة لهشاشة العظام، كما أن واحدة من بين خمس سيدات مصابات بكسر في عظمة الحوض، ونسبة الإصابة بالمرض ترتفع كثيرا في السيدات 80 % عنها في الرجال 20 % ويعتبر نقص هرمون الاستروجين هو سبب الإصابة الأساسي بالنسبة للسيدات، أما في الرجال فإن السبب عادة ما يكون تقدم السن المعروف (بالشيخوخة). وتكمن خطورة هذا المرض في تأثيره على الحالة النفسية للمريض حيث أن الكسور الناتجة عن المرض تعوق وتؤثر على حياته الطبيعية بالإضافة إلى النفقات العالية التي تشمل العلاج والجراحات.
أعراض مرض هشاشة العظام:
حدوث آلام متكررة ومستمرة في الظهر.
حدوث آلام متفرقة في عظام الجسم.
حدوث كسور في العمود الفقري أو عنق عظمة الفخذ أو الرسغ.
يحدث انحناء في العمود الفقري ولذلك يحدث نقص تدريجي في طول قامة المريض بهشاشة العظام.
أسباب مرض هشاشة العظام:
تقدم السن.
انقطاع الدورة الشهرية ونقص هرمون الاستروجين، كذلك يحدث في السيدات اللاتي يتم استئصال الرحم والمبيض لهن لأي سبب.
استعمال بعض الأدوية لفترات طويلة مثل: (الكورتيزون – بعض مدرات البول – مضادات التجلط – مضادات التشنج).
التدخين: يزيد من سرعة فقدان العظم ويجعل المدخن عرضة للإصابة بمرض هشاشة العظام.
شرب الكحوليات: يعوق قدرة الجسم على الحفاظ على العظام صحيحة وسليمة.
نقص الكالسيوم في الطعام: من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بمرض هشاشة العظام.
إصابة أحد الأقارب بالمرض.
نقص الوزن أو البنية الضعيفة.
قلة الحركة ونقص التمرينات وقلة التعرض لضوء الشمس.
أمراض أخرى مثل (زيادة نشاط الغدة الدرقية – مرض الكبد).
ما هو علاج مرض هشاشة العظام:
العلاج الوقائي:
تفادي عوامل المخاطرة .. كالامتناع عن التدخين والإسراف في شرب القهوة والكحوليات.
تغير نمط الحياة الذي يعتمد على الجلوس لفترات طويلة وقلة الحركة والتمرينات الرياضية.
التعرض لأشعة الشمس.
مزاولة الرياضة بصورة منتظمة ومناسبة.
تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات مناسبة من الكالسيوم.
يعتبر الأطباء سن المراهقة والعشرينيات من حياة أي امرأة مرحلة هامة جداً لبناء عظام سليمة وقوية، ويعلمون الآن ما ينبغي على أي امرأة عمله لتفادي هذا المرض، كما أن أي مرحلة من مراحل تدهور العظام يمكننا الآن إبطاؤها أو الوقاية منها من خلال:
ممارسة الرياضة هامة لإبطاء حدوث الهشاشة
ممارسة الرياضة:
ممارسة الرياضة هامة جداً من أجل إبطاء تقدم مرض هشاشة العظام، ويفضل للفتيات والنساء ممارسة الرياضة قبل سن المراهقة، حيث أن عملية بناء العظام وزيادة كثافتها تبدأ عند البلوغ، وتكون قي قمتها ما بين سن 20 – 30 سنة وأفضل أنواع الرياضة هي التي تمثل ضغطاً على العظام والعضلات مثل رياضة الجري الخفيف المتدرج السرعة مع أداء بعض التمرينات البدنية لتقوية ومرونة كافة عضلات الجسم.
وبالنسبة للنساء والرجال فوق الخمسين عاماً فأفضل وأنسب وأسهل رياضة لهم هي رياضة المشي اليومي بخطوة منتظمة والجسم على استقامة واحدة ويبدأ الممارسين بـــ 10 دقائق مشي ثم الأسبوع التالي 15 دقيقة وهكذا حتى أن يصل إلى 30 دقيقة مشي مع أداء بعض التمرينات وخاصة تمرينات الاتزان والمرونة وتقوية عضلات الظهر.
التغذية السليمة:
وتكون بتناول الأطعمة التي تحتوي على كميات مناسبة من الكالسيوم.
والجدول التالي يوضح الاحتياج اليومي من الكالسيوم:
والجدول التالي يوضح كمية الكالسيوم الموجودة في بعض الأطعمة: