جايبالكم علاج سهل اوى ومضمون لمشاكل كتيرة بيقع فيها الطفل
تيجى نشوف.............
يبرز في ميدان التربية الحديثة علاج جديد لتعديل سلوك الأطفال يتمثّل في الرسم أو التشكيل صلصال، ما يدفع الأم إلى إشغال طفلها في وقت فراغه ، فتستطيع أن تتعرف على المشاعر الداخلية التي يشعر بها ويعاني منها.
ويشير المتخصصون الى أنّه ليس بالضرورة أن تكوني فنانة أو أن يكون طفلك رسام محترف، فخطوط بسيطة قد تكون كافية لتتعرفي على مشاكله وكيفية التعامل معها.
يعرّف الدكتور عوض اليامي المعالج بالفن التشكيلي في "مركز العلاج النفسي بالفن التشكيلي" "العلاج بالفن التشكيلي بأنه " نوع من العلاج النفسي الذي يقوم على الرسم أو التشكيل الفني بطريقة خاصة يستطيع من خلالها الطفل أن يعبّر عمّا بداخله من انفعالات نفسية أو بدنية ويكون لها تأثير سلبي عليه"، ويضيف " إنّها طريقة للتنفيس أو التعبير عن الغضب عند الطفل".
ويشرح اليامي أنه "عندما يكون لدينا طفل كثير الغضب فإننا نقدّم له ورقة كبيرة ونطلب منه أن "يشخبط " أولاّ بهدوء عليها، ثم يندرج إلى التعبير العنيف علي اللوحة بغير هدف فني أو انتقادي".
ويشدد على دور الأم المتمثل في أن تبسّط فكرة الرسم عند الطفل وكيف يتعامل بشكل تلقائي مع الورقة والقلم وكيف يستخدم فيها الألوان التي يرغب بها، لافتاً الى أنه" ومن خلال الألوان نعطي الطفل فرصة التنفيس عن مشاعر الغضب في وعاء آمن قد يعفيه من الحرج أو يقيه من الوقوع في خلافات أو مشاكل مع المحيطين به، فلا يحتاج إلى القيام بسلوك سلبي مثل ضرب أخيه،أو تحطيم الأشياء من حوله".
وسيلة فعّالة
ويدعو اليامي الأمهات إلى توفير الألوان والأوراق وعجائن الصلصال الملوّن بشكل دائم داخل البيت ليعبّر من خلالها الأطفال عن انفعالاتهم اليومية. و يصبح هذا الأمر جزءاً هاماً من نشاطاتهم اليومية. فالأطفال يحبّذون اللعب بالصلصال وتنفيذ الأشكال التي يصاحبها التعبير بالصوت والتي تمثّل نماذج حية من حياتهم اليومية.
تعديل السلوك
ويقسّم اليامي الاضطربات النفسية غير المرغوب بها لدى الطفل، والتي تعدّل بالفن التشكيلي، إلى ما هو خاص بنمو الطفل الجسمي والاضطربات المتعلقة بالناحية النفسية، بالإضافة إلى الاضطرابات الخاصة بالنمو التعليمي الثقافي والنمو الاجتماعي.
ويقول : " إذا كان طفلك يعامل أخيه بعدوانية ويرفض اللعب معه، فسلّميه فرشاة وأقلاماً للتلوين، واطلبي منه أن يرسم جميع ألعابه في لوحة ويرسم كذلك ألعاب أخيه أو أخته"، ويضيف :" بعد ذلك إجعليه يقارن بين اللوحتين ويقوم بعدّ الألعاب في كلتا اللوحتين، وأكّدي له انه يملك ألعاباً كثيرة، وأشعريه أنه المميّز، وأنك تهتمين به وتعطيه العطف والحنان والانتباه وكذلك التركيز".
نوبات الغضب:
ثمة سلوكيات غير مرغوب بها أو تبدو غير سليمة، من وجهة نظر الكبار، يستطيع الوالدان السيطرة عليها بطرق عديدة. لكن البعض منهم ولأسباب مختلفة لا يستطيع التحكّم بها أو علاجها ومنها نوبات الغضب الحادة عند الطفل.
ونوبات الغضب عبارة عن انفجار سلوكي عنيف يأتي كردة فعل لسلوك أو لفظ أو تصرف يثير تفاعل الطفل بشكل عنيف فيظهر بصورة تفاعل حركي ( الركل، الركض، الدحرجة على الأرض، الضرب، العضّ ) أو مجموعة من التصرفات غير المقبولة أو تكون بألفاظ نابية ( صراخ، بكاء،عويل) .
ويرى التربويون أن نوبات الغضب هي عبارة عن سلوكيات متعلّمة أو مكتسبة من نماذج الراشدين، إما بشكل مباشر أو عن طريق سرد القصص أو كما هو سائد حولنا من خلال ( أفلام الكرتون والألعاب الالكترونية ).
وقد تصل هذه السلوكيات غير المرغوب بها إلى أن تكون مشاكل نفسية عندما تصبح عادة ورد فعل عنيف تجاه أي موقف حتى لو كان بسيطاً.
وفي هذا الإطار، يعمل العلاج بالفن التشكيلي على جعل الطفل يدرك مشكلته من جهة، ومن جهة أخرى على تفريغ الطاقة والغضب وفق بعض الاستراتيجيات والأساليب العلاجية التي تعمل في أوقات ليس لها علاقة بوقت نوبة الغضب وتعتمد على تقليل حساسية الطفل بشكل متدرج.
فمن الممكن أن تستخدم الأم ورق الجرائد كوسيلة لتفريغ العصبية والغضب عند طفلها, اذ عندما يقوم بقص أوراق الجرائد واعداد شرائح طولية منها ثم تلوينها بطريقته الخاصة فسيساعده هذا الأمر حتماً على شغل وقت الفراغ والإنتاجية والتي تكون نتيجتها لوحة فنية خاصة بالطفل يعلقها في غرفته.
وهنا تكون الأم قد شغلت طفلها في وقت فراغه ورفعت من معنوياته وأكسبته الثقة بنفسه, كما عليها أن تؤكد له انه قام بعمل مفيد من الممكن مكافأته عليه.
شحنات غضب
كذلك، من الممكن أن تعمد الأم إلى تصميم نشاط فني لطفلها يعتمد على تقطيع الورق ومن ثم تشكيله بأشكال فنية مفيدة كالكرة أو النسيج الملون.
والنظرية العلاجية وراء هذا النشاط هي أن الطفل الذي يقطّع الورق يفرغ شحنات داخلية من الغضب، ثم يقوم بتمثيل الغضب قبل حدوثه.
وعندما يحدث فعل يثير غضبه تكون الرغبة قد أُطفئت لديه بتقطيع ملابسه.كذلك فانه عندما يقطّع الورق لينتج عملاً فنياً فان عائلته ستشجعه على هذا العمل أياً تكن نتائجه. وهنا تحدث مقارنة داخلية تكون من نتيجتها إطفاء للسلوك المستهدف .
ومن الممكن التعامل مع ردّات الطفل الانفعالية دون خبرة سابقة، فيقوم الطفل بالرسم ثم تتم مناقشة ما قام برسمه مع أحد الوالدين لتوضيح عواقب ذلك
السلوك .
مشاكل التعلّم
أما المشاكل التعليمية التي يعاني منها عدد من الأطفال، وأبرزها تشتت الانتباه والافراط في الحركة ( النشاط الزائد )، فإن الحلّ لها متمثل في تعليم الطفل كيفية ضبط نفسه وتعزيز السلوك المناسب والاسترخاء العضلي.
ويعتمد العلاج بالفن في هذا المجال على استعمال النشاطات الفنية التي تدعم عمليات التركيز المستمر لفترات طويلة.
ومن الممكن أن تقوم الام بجذب طفلها وبشكل تدريجي ومستمر لتعويده على اكتساب عادات ومهارات التركيز والثبات.
الخجل
المشاكل الاجتماعية المتمثلة في عدم قدرة الطفل على الاندماج أو العزلة الاجتماعية، والتي تفسر أحياناً على أنها الخجل من الآخرين شائعة في صفوف الأطفال.
فالطفل الخجول عادة ما يتجنّب غيره ويكون غير واثق من ذاته ويخاف بسهولة ممن حوله، فضلاً عن كونه متردداً. وتزداد هذه الصفات وضوحاً لدى البنات أكثر من الأولاد.
ومن أسباب ذلك الشعور بعدم الأمان والاعتماد الزائد على الوالدين والنقد المفرط له.
ويتمثل الحلّ النفسي بتدريب الطفل بشكل تدريجي على الثقة بذاته ومكافأته على أدائه الاجتماعي والمناسب مع أطفال العائلة والمحيطين به.
أما الأنشطة الفنية العلاجية فتقوم على الأعمال الجماعية بين الأطفال لأنها تساعدهم على نسج العلاقات بين بعضهم البعض, كما تزيد من ثقتهم بأنفسهم وتعوّدهم على النقاش الهادئ والجريء.
علاج لا يـــــــــــــفشل
ويوضح الدكتور اليامي أن " العلاج بالفن التشكيلي يرتبط بعلم النفس من نواح كثيرة، إذ يعتمد العلاج بالفن على النظريات النفسية لكن من خلال توظيف التقنيات الفنية لتصل إلى نتائج فنية ونفسية مفيدة".
لذلك، يضيف اليامي، قلما نجد أن العلاج بالفن يفشل في التعامل مع سلوكيات معينة، وعلى العكس نجده مفيداً في الكثير منها لأنه يستعمل علم النفس العلاجي لسلوكيات الفرد مضافاً إليها الفوائد الإكلينيكية للأنشطة الفنية