أصبح بإمكان مريض التهاب الكبد من الآن فصاعدًا التخلص من هذا الداء دون الخضوع لأي علاج كيميائي، حيث تم اكتشاف نوع من أنواع التحول الجيني الذي يمنح الفرد قدرة على التخلص من الالتهاب، حيث رأى خبراء أن المصابين بأوبئة الكبد الخطرة باتت لديهم القدرة على تجاوز العدوى والتخلص من الفيروس دون علاج.
وقد تبين من خلال نتائج دراسة أجراها باحثون أن الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الوبائي، يحملون تحوّلاً بمادة SNP الجينية، ويكونون أكثر تجاوبًا مع علاج التهاب الكبد الوبائي، الذي قد يُخلِّص بعض المرضى من الفيروس.
الكشفت دراسة تعاونية أجراها باحثون من جامعة جون هوبكينز الأميركية عن نوع من أنواع التحول الجيني الذي يمنح الفرد قدرة على التخلص من إلتهاب الكبد الوبائي، دون الخضوع لأي علاج.
ويرى الخبراء أنه في الوقت الذي يعاني فيه بعض الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الوبائي طيلة حياتهم، ويصابون بأمراض الكبد الخطرة، التي من بينها السرطان، يوجد فريق آخر قادر على تجاوز العدوى والتخلص من الفيروس دون علاج.
يقول دكتور دافيد توماس، من الفريق البحثي للدراسة: "إذا عرفنا أسباب تخلص بعض الأشخاص من المرض من تلقاء أنفسهم، فإننا سنتمكن حينها من اكتشاف طرق جديدة تساعد باقي الأشخاص الذين لا يتمكنون من فعل ذلك، أو حتى قد تساعد في منع الإصابة بالعدوى تمامًا".
وفي دراسة سابقة، وجد الباحثون تحوّلاً بإحدى المواد الكيميائية للحمض النووي DNA، وهي المادة التي تُعرف اختصارًا بـ SNP بالقرب من الجين المعروف بـ IL28B، والذي يُعتقد أنه يساعد في الاستجابة المناعية لعدوى التهاب الكبد الوبائي الفيروسي.
وقد تبيّن من خلال النتائج أن الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الوبائي، ويحملون تحوّلاً بمادة SNP الجينية، يكونون أكثر تجاوبًا مع علاج التهاب الكبد الوبائي، الذي قد يُخلِّص بعض المرضى من الفيروس.
وبغرض التأكد من فاعلية التحول الجيني المكتشف حديثًا، قام الباحثون بتجميع معلومات من ست دراسات مختلفة سبق لها وأن حشدت على مدار سنوات عينات من الحامض النووي ومعلومات متعلقة بالتهاب الكبد الوبائي من أناس من مختلف أنحاء العالم.
ثم قام الفريق البحثي بتحليل الحامض النووي وجين IL28B من إجمالي 1008 مرضى، من بينهم 620 مصابين بصفة مستدامة و388 كانوا من ضمن المصابين لكنَّهم لم يعودوا مصابين بأي فيروس.
وقد كشف التحليل الذي أجرى على الحامض النووي، أن 264 شخصًا من بين الـ 388 الذين باتت أجسامهم خالية من أي فيروسات، قد حدث لهم تحوّلٌّ جينيٌّ في مادة SNP. وهنا، يعاود توماس ليقول: "هذا هو أقوى دليل تمَّ التوصل إليه حتى الآن بالنسبة إلى فهم ما من شأنه أن يشكل استجابة مناعية ناجحة.
وإلى الآن، نحن لا نعرف أهمية هذا التحول، لكن ما نعرفه هو أننا بحاجة إلى القيام بمزيد من الأبحاث بغرض الكشف عن معناه وما إذا كان سيفيد في منع الإصابة بالمرض".
في حين قال دكتور كلو ثيو، الأستاذ المشارك :" نبحث الآن في إذا ما كان تحول SNP هذا سيقدم لنا تفسيرًا أيضًا عن بعض الأسس الوراثية للفروق بين الأشخاص فيما يخص مسألة التعافي من الالتهاب الفيروسي".