واحده بتحكي وبتقول
جرت العادة في مدارسنا ان تقدم الهدايا للمعلم من قبل الطلبة، ولكن المعلمة تقدمت مشكورة
وطلبت من التلاميذ ان لا يكلفوا أنفسهم وانه يجب
ان لا يقدموا الهدايا للمعلمين، وقام ذلك الطفل بكل براءة واخبر أهله بما قالوه له،
والتزاما من أهله بما قررت المدرسة انتهاجه فقد التزمت أسرته بالقرار.
ولم تمر الا أياما قليلة حتي جاء ذلك اليوم الذي كان يظنه العيد الخاص بطفولته،
و أنا أكيدة انه الآن يتمنى لو انه لم يأتي ذلك اليوم،
كان الجميع مستيقظ وبدون الحاجة لكثير جهد كما هو الحال في الايام السابقة، فاليوم
هو اليوم المرتقب هو يوم عيد الطفل، واليوم هو يوم اللعب
والفرحة بدون حدود، لبس هو و أخوته ملابس تليق بمقام هذا العيد لديهم، وحملوا في
قلوبهم الصغيرة الكثير من الأماني بيوم رائع جميل.
فكان قول الشاعر ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
قامت المعلمة بتوزيع هدايا علي كل أطفال الفصل إلا هو، وكما اخبر أمه لاحقا، ظن أنها
قد نسيته سهوا، فمر من أمامها أكثر من مرة لعلها
تراه، فتتذكر أنها لم تعطيه هديته، ولكنها لم تفعل، لقد كان حزينا حين رجع للبيت،
يسال أمه لما أغفلته ولم تعطيه هدية مثل غيره؟؟
احترت الأم بما تجاوبه!! هل تقول له هذا ذنبها لأنها التزمت بما قررته المدرسة،
ولم تعطيه هدية ليقدمها لمعلمته في عيد المعلم؟؟ او تلم
المعلمة لإعطائها الأولاد هداياهم أمامه؟؟ او تلم المدرسة لقرار اتخذته ولم تلتزم بتطبيقه؟؟
ولم يكن حال أخته أفضل منه، فهي أيضا لم تستلم هدية من معلمتها، مع العلم انها أهدت الأخريات.
و لا يزال مسلسل أعاجيب عيد الطفولة يعرض في مدرسته، ومنها هذا الموقف الذي
عجزت عن فهمه، فقد سألت أخته و صديقاتها المعلمة
هل نحضر بعض الحلويات احتفالا بعيد الطفل، فقالت: لا داعي، ستوزع عليكم الحلوى
من المدرسة، ولكنها حين رجعت أخبرت أمها انهن
(اقصد المعلمات) لم يوزعن عليهن شيء من الحلوى بل المعلمات جلسن و أكلن الحلويات و الأطفال يتفرجون!!!