لقد وجدت (دراسة مبادرة النساء الصحية) أن العلاج الهرموني لم يثبت فوائده في تفادي الإصابة بالعته (الجنون)، كما ظهرت بعض الافتراضات التي تقول إن هذا العلاج ربما قاد أيضا إلى حدوث مشاكل في الإدراك.
هل أنا معرضة لخطر الإصابة بالعته نتيجة استمراري حاليا بالعلاج الهرموني؟
إنك مصيبة في ما يخص نتائج «دراسة مبادرة النساء الصحية الخاصة بالذاكرة» (Women›s Health Initiative Memory Study (WHIMS وهي أكبر تجربة إكلينيكية أجريت حتى الآن حول تأثيرات العلاج بالهرمونات على وظائف الإدراك وحدوث العته.
وفي التجارب، خضعت مجموعة من النساء من أعمار تراوحت بين 65 و79 سنة إلى العلاج بالهرمونات (هرمون الاستروجين لوحده، أو توليفة من هرموني الاستروجين والبروجيستين)، فيما تناولت مجموعة أخرى حبوبا وهمية.
وبعد أربع أو خمس سنوات، وجد الباحثون أن تناول الهرمونات لم يحسن وظائف الإدراك. بل وإضافة إلى ذلك، فإن النساء اللواتي تناولن توليفة من الاستروجين والبروجيستين، تعرضن بمرتين أكثر من اللواتي تناولن الحبوب الوهمية، لحدوث العته لديهن.
أهمية الهرمونات إلا أن هذه النتائج لا تتماشى مع النتائج التي رصدت في التجارب على الحيوانات والتجارب المختبرية، التي افترضت وجود تأثيرات جيدة لهرمون الاستروجين على وظائف الإدراك.
كما أن هناك دلائل بيولوجية قوية على أن الاستروجين مهم لوظيفة المخ لدى النساء، إذ تنتشر مستقبلات الاستروجين عبر كل المخ، والكثير من التفاعلات تجري بين المخ وبين الجهاز الهرموني التناسلي.
وتفترض بعض الأبحاث أن عمليات استئصال المبيضين جراحيا، تقود إلى خطر حدوث مشاكل في الإدراك، ربما نتيجة فقدان الاستروجين.
إذن، ما هي خلاصة «دراسة مبادرة النساء الصحية الخاصة بالذاكرة»؟
يعتقد بعض الباحثين أن المشكلة هي في التوقيت، وهم يفترضون أن العلاج الهرموني سيفيد المخ على الأكثر إذا تم البدء به في وقت مبكر بعد وصول المرأة إلى سن اليأس من المحيض.
وتدقق تجارب إكلينيكية في هذه الافتراضات ضمن «دراسة كرونوس حول الوقاية المبكرة باستخدام الاستروجين» Kronos Early Estrogen Prevention Study (KEEPS) التي تجري حاليا وتمتد لفترة 5 سنوات، ويتوقع أن تظهر نتائجها عام 2011.
وبالاعتماد على ما هو متوفر لدينا الآن، فإن العلاج الهرموني لن يحسن تفكيرك أو يبعد عنك شبح العته. ولكن هل أنه سيزيد في مشاكل الإدراك لديك؟ الإجابة هي أن الدلائل هنا أقل توكيدا.
إلا أننا نعرف أن العلاج بالهرمونات يزيد من خطر عدد من الحالات المرضية الخطيرة، ومنها تشكل الخثرات الدموية، حدوث النوبة القلبية، وسرطان الثدي (عندما يكون الاستروجين في توليفة مع البروجيستين).
ولذا، فإني اقترح عليك ـ اللهم إلا إذا كنت من اللواتي ابتلين بالهبّات الساخنة القوية hot flashes أو بضمور المهبل اللذين لا يمكن علاجهما إلا بهذا العلاج ـ التوقف عن هذا العلاج الهرموني الذي لا يوصى به إلا لتخفيف الأعراض المذكورة، ويجري لفترة قصيرة فقط.
وهناك عدد من الاستراتيجيات غير الهرمونية الخالية من الخطر يمكنها مساعدة ذاكرتك وتفكيرك، ومنها ما يلي: إجراء التمارين الرياضية المنتظمة، مواصلة التعلم ـ بواسطة العمل أو الهوايات أو التوجهات الأخرى مثل القراءة، الحصول على قسط كاف من النوم، وإعادة تقييم أدويتك .. للتأكد من أنها لا تتداخل مع عمليات تفكيرك