تطور مفهوم ادراك الوقت عند الطفل بيداء صبيحيلعب الوقت دورا اساسيا ومرتكزا رئيسا في حياتنا سواء العملية ام الاجتماعية حيث ان كل جانب من جوانب حياتنا يدور حول موضوع
الوقت والتوقيت وحرصنا دائما على الاهتمام في كل لحظة نعيشها من لحظات حياتنا المختلفة..
وامام اعين الاطفال الشاخصة والمراقبة على الدوام فإن تعليم استيعاب الطفل لمعنى مرور الوقت منذ صغره يعتبر امراً في غاية الاهمية..
حيث انه يعلم حتما عن طريق ملاحظته ان الكبار يستعملون الساعات للاستدلال بها على الوقت فيبدي اهتمامه بكل ما هو متعلق بالوقت مثلا
طلبه لشراء ساعة والعبث بعقاربها.
فالاطفال عادة لا يبدأون بتكوين فكرة صحيحة عن مفهوم الوقت قبل بلوغهم العام السادس الى الثامن من اعمارهم فعندها يبدأون الاهتمام
بوضع الساعة في اليد لقياس الوقت.
اما الاطفال الاصغر سنا فيكفيهم ملاحظة عقارب الساعة ولكنهم لا يفهمون ما معنى الوقت فقط كظاهرة لاشباع غزيزة الطفل للعبث بكل
شيء تقع عليه عيونهم.
ان مفهوم المستقبل اسهل ادراكا من الماضي لاكثر الاطفال الصغار وذلك راجع الى ان الطفل في الثالثة او الرابعة لا تكون قد اكتملت لديه فكرة
كاملة تمكنه من ضم الايام الى بعضها وولا الى ضم الاسابيع وكذلك الاشهر وهذا طبعا راجع الى صغر سنهم وبالتالي قلة ادراكهم وفي
المقابل يرى الطفل المقبل من الايام شيئا محسوسا امامه.
هنا يأتي دور الابوين على العمل لتطوير مفهوم الوقت عند الطفل وتعليمه منذ الصغر على الاهتمام والحرص على كل لحظة من لحظات حياته
كون الوقت من المظاهر الاساسية في حياتنا لتعويده على ترتيب وتنظيم حياته في المستقبل وتعويده على فهم ما يمر به من تجارب يومية هي
جزء اساسي من اجزاء تطور ادراكه للوقت فمنذ هذا التطور يبدأ منذ اللحظة الاولى في حياة الوليد عندما تأخذ اذناه تسمعان الهمسات اللطيفة
التي تهمس بها امه عند اطعامه او غسله وشيئا فشيئا يكتشف ان هناك نظاما موضوعا لحياته من نوم ويقظة وطعام ولهو وما الى ذلك.
ومع كون الوقت شيئا مجردا بالنسبة للطفل الصغير الا ان الام تستطيع مع ذلك استخدام عدة طرق لتقريب مفهوم الوقت عنده ودعم هذا المفهوم
بدءا من السنوات الاولى من عمره مثل ان نتحدث معه دائما حتى وان لم يكن قادرا بعد على الكلام.. ونستمر معه على هذا النحو الى ان يصبح
اكبر ويأخذ بالكلام فنبدا بخطوات تطوير مفهوم الوقت عنده مثل وضع لائحة بالمواعيد التي تخص الاسرة وجعل الطفل يكتبها بنفسه مثل
مواعيد تلقيحه او ذهابه الى المدرسة او زيارة احد الاقارب او الاصدقاء الى جانب تعويده على ضبط منبه الساعة قبل ذهابه الى النوم.
كل هذه الحالات تساعد الطفل على توسع ادراكه للوقت والتوقيت مما يساعده في المستقبل على تنظيم كل دقيقة ولحظة من لحظات حياته
واستغلالها بالشكل الأمثل
هبه