الأطفال هم الأكثر تضرراً منه
أولا ما هو الصرع ؟
الصرع هو حالة عصبية تحدث من وقت لآخر اختلال وقتي في النشاط الكهربائي الطبيعي للمخ .
وينشأ النشاط الكهربائي الطبيعي للمخ من مرور ملايين الشحنات الكهربائية البسيطة من بين الخلايا العصبية في المخ وأثناء انتشارها إلى جميع أجزاء الجسم، وهذا النمط الطبيعي من النشاط الكهربائي من الممكن أن يختل بسبب انطلاق شحنات كهربائية شاذة متقطعة لها تأثير كهربائي أقوى من تأثير الشحنات العادية .
ويكون لهذه الشحنات تأثير على وعى الإنسان وحركة جسمه وأحاسيسه لمدة قصيرة من الزمن وهذه التغيرات الفيزيائية تسمى تشنجات صرعية ولذلك يسمى الصرع أحيانا "بالاضطراب التشنجي".
وقد تحدث نوبات من النشاط الكهربائي الغير طبيعي في منطقة محددة من المخ وتسمى النوبة حينئذ بالنوبة الصرعية الجزئية أو النوبة الصرعية النوعية .
وأحيانا يحدث اختلال كهربائي بجميع خلايا المخ وهنا يحدث ما يسمى بالنوبة الصرعية العامة أو الكبرى .ولا يرجع النشاط الطبيعي للمخ إلا بعد استقرار النشاط الكهربائي الطبيعي .
ومن الممكن أن تكون العوامل التي تؤدى إلى مرض الصرع موجودة منذ الولادة، أو قد تحدث في سن متأخر بسبب حدوث إصابات أو عدوى أو حدوث تركيبات غير طبيعية في المخ أو التعرض لبعض المواد السامة أو لأسباب أخرى غير معروفة حتي الآنً .
وهناك العديد من الأمراض أو الإصابات الشديدة التي تؤثرعلى المخ لدرجة إحداث نوبة تشنجيه واحدة .
وعندما تستمر نوبات التشنج بدون وجود سبب عضوي ظاهر أو عندما يكون تأثير المرض الذي أدى إلى التشنج لا يمكن إصلاحه فهنا نطلق على المرض اسم الصرع .
ويؤثر الصرع على الناس في جميع الأعمار والأجناس والبلدان ويحدث مرض الصرع كذلك في الحيوانات مثل الكلاب والقطط والأرانب والفئران.
ما هي العوامل التي تؤدى إلي الصرع ؟
بين كل 7 من 10 مرضى، لم يتم معرفة السبب الحقيقي لمرض الصرع .أما النسبة الباقية فإن السبب يكون أحد العوامل التي تؤثر على عمل المخ … وعلى سبيل المثال فإن إصابات الرأس أو نقص الأكسجين للمولود أثناء الولادة من الممكن أن تصيب جهاز التحكم في النشاط الكهربائي بالمخ .
وهناك أسباب أخرى مثل أورام المخ والأمراض الوراثية والتسمم بالرصاص والالتهابات السحائية والمخية .
ودائماً ينظر للصرع على أنه من أمراض الطفولة ولكن من الممكن أن يحدث في أي سن من سنين العمر ويلاحظ أن حوالي 30% من الحالات الجديدة تحدث في سن الطفولة، خصوصاً في الطفولة المبكرة وفى سن المراهقة .وهناك فترة زمنية أخرى يكثر فيها حدوث الصرع وهى سن الخامسة والستون من العمر.
ما هو دور الوراثة فى مرض الصرع ؟
نادرًا ما ينشأ مرض الصرع عن أسباب وراثية . وهناك بعض الحالات القليلة التي ترتبط فيها أنماط معينة من الموجات الكهربائية للمخ بنوع معين من نوبات الصرع والتي تعتبر وراثية .
وإذا كان أحد الوالدين مصابًا بهذا الصرع الوراثي، فإن إمكانية تعرض الطفل لمرض الصرع هو تقريبًا 10% ، (نسبة الأطفال الذين يولدون لأباء وأمهات لا يعانون من مرض الصرع ويصابون بهذا المرض هي من 1- 2%).
ولذلك فإذا كنت تعانى من الصرع فإننا نقترح أن يتم إجراء فحص وراثي بواسطة طبيبك المعالج لمعرفة مدى احتمال إصابة طفلك بهذا المرض فى المستقبل.
أما إذا كان كلا الوالدين يعاني من الصرع الوراثي، فإن النسبة تزداد بالنسبة للأطفال حيث تصبح إمكانية الإصابة هى 1 : 4 ومن المفيد أن نلاحظ أنه حتى إذا كان الطفل قد ورث هذا النوع من الصرع، فإن إمكانية التحكم فيه بنجاح باستخدام الأدوية كبيرة . ويجب أن نعلم أن الصرع لا يعوق التطور الطبيعي للشخصية.
ما هو الفرق بين التشنج والصرع ؟
التشنج هو عرض من أعراض الصرع، أما الصرع فهو استعداد المخ لإنتاج شحنات مفاجئة من الطاقة الكهربائية التي تخل بعمل الوظائف الأخرى للمخ .
إن حدوث نوبة تشنج واحدة في شخص لا يعنى بالضرورة أن هذا الشخص يعانى من الصرع .إن ارتفاع درجة الحرارة أو حدوث إصابه شديدة للرأس أو نقص الأكسجين وعوامل عديدة أخرى من الممكن أن تؤدى إلى حدوث نوبة تشنج واحدة.
أما الصرع فهو مرض أو إصابة دائمة وهو يؤثر على الأجهزة والأماكن الحساسة بالمخ التي تنظم عمل ومرور الطاقة الكهربائية في مناطق المخ المختلفة وينتج عن ذلك اختلال في النشاط الكهربائي وحدوث نوبات متكررة من التشنج .
كيف يمكن تشخيص الصرع ؟
يرتكز تشخيص الصرع علي الوصف الدقيق والمتأني لتطور الأزمة، فقط ... رواية المريض و / أو عائلته هي التي تتيح وجود بدلائل وجود المرض مثل حركات التشنج، فقدان الوعي، السقوط، الغياب عن الوعي، ارتخاء المصرات ( العضلة العاصرة)، حركات لا إرادية .
إن أهم أداة في التشخيص هي التاريخ المرضى الدقيق للمريض ويتم ذلك بمساعدة الأسرة والملاحظات التي تدونها عن حالة المريض والوصف الدقيق للنوبة .
أما الأداة الثانية لتأكيد التشخيص هي : أن يقوم الطبيب بعمل رسم كهربائي للمخ بواسطة جهاز يسجل بدقة النشاط الكهربائي للمخ وذلك بواسطة أسلاك تثبت على رأس المريض حيث تسجل الإشارات الكهربية للخلايا العصبية على هيئة موجات كهربائية ويتم تكرار هذا الإجراء لرصد نوبات المرض.
والموجات الكهربائية خلال نوبات الصرع أو ما بين النوبات يكون لها نمطاً خاصاً يساعد الطبيب على معرفة هل المريض يعانى من الصرع أم لا .
كما يتم الاستعانة بالأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي للبحث عن وجود أية إصابات بالمخ والتي من الممكن أن تؤدى إلى الصرع .
تحدث أزمة التشنج نتيجة لتقلص غير إرادي لعضلات كثيرة من الجسم ناجمة عن خلل كهربائي للدماغ.
وهناك أنواع عديدة من التشنجات، ويمكن أن يكون لها أسباب عديدة، مثل إصابات الرأس، التسمم، الأمرض وخاصة الصرع.
كيفية تحديد أزمة الصرع؟
أيا كانت أسباب التشنجات، فهي تتطور على ثلاث مراحل :
• الشخص المريض يسقط فجأة ويظل متيبساً للحظات .
• ثم ينتقل إلى حركات متشنجة : الأعضاء تنثني وتتمدد بالتناوب .
• المريض يدخل في فترة غيبوبة بعد هذه التشنجات .
وفيما يلي بعض الإرشادات البسيطة حول ما يجب عمله أثناء نوبة الصرع :
قلة من الناس تعرف التصرف علي نحو فعال واتخاذ الإجراءات المناسبة لمساعدة مريض الصرع أثناء الأزمة .
إذا كانت الأزمة التي تعرض لها الشخص المريض هي الأولي من نوعها، لايجب التردد في الأتصال بالطبيب .
خلال المراحل الثلاث للأزمة ثمة إجراءات محددة يمكن اتخاذها :
• خلال السقوط، يجب منع المريض من أن يصاب بأذي (حماية رأسه من الصدمات المحتملة).
• خلال حركات التشنج، يجب إفراغ المكان حول المريض، وتجنب الأشياء الخطرة التي يمكن أن تضره .لهذا يمكن وضع بطانيات أوملابس علي الأرض في محاولة لتخفيف الصدمات.
• خلال فترة الغيبوبة، يجب إبقاء المريض في وضع آمن : مدد المريض علي جانبه مع جذب الرأس بعناية قليلاً إلى الخلف للسماح للعاب بالخروج ولتمكينه من التنفس. تمديد ( أثناء الغيبوبة). ريثما يستعيد صحوته، يجب مراقبة التنفس بعناية.
• في أي وقت من الأوقات لا يجب التدخل في سير الأزمة. ويجب ألا تحول دون هزات أو حركات التشنج لأن هذا الأمر يعرضه لخطر الإصابة أو الضرر .
• لا تضع أصابعك في فم الشخص أثناء حالة التشنج، فقد تتعرض لعض شديد وهذا لن يمنع الضحية من عض اللسان.
• قم بإراحة المريض وإبلاغه عن أي إصابات.لا تحاول أن تتحكم في حركات المريض .
• لا تحاول إعطاؤه أي دواء أثناء النوبة ولا تحاول إيقاظه منها .
• تذكر دائماً أن المريض يكون بعد النوبة مرهقاً وخائفاً ... حاول أن تهدىء من روعه قدر استطاعتك .
• تذكر أن تسجيلك لحالة المريض أثناء النوبة ومدة النوبة نفسها مفيدة للطبيب المعالج .
• لا تدع الشخص إلا بعد انقضاء الأزمة. بعد الأزمة، هذا الشخص لا يزال مضطرب ومرتبك لعدة دقائق.
لتفادي ذلك...
• مهما كانت هذه الأزمة، فمن الضروري أن استشارة طبيب الضحية لمعرفة لماذا وقعت هذه الأزمة (وقف العلاج، التعب، وتعاطي الكحول ،...).
عندما يستيقظ المريض، ثمة دلائل تؤكد الصرع:
• غالبا المريض لا يتذكر الأزمة .
• قام بقضم لسانه .
• حدث له تبول.
في جميع الحالات :
عليك الاتصال بطبيب مع وصف التسلسل الزمني للأزمة بدقة، وإعطائه جميع عناصر العنوانك التي تمكنه من التوصل لتقديم المعونة.
يجب اتباع جميع التوجيهات التي يقدمها الطبيب.
البعد النفسي للصرع وكيفية الخروج من الظل
معظمنا يخلط بين الصرع وبعض مظاهره الأخري الأكثر حدوثا : 20% فقط من الأزمات تفسر باضطراب عصبي.
الصرع ليس مرضا مثل باقي الأمراض .فهناك عدة أنواع من الصرع وهو مرض لا مثيل له .
هذا المرض ما زال مجهولا. الجمهور لايعرف سوي بعض المظاهر المرئية :الصراخ، التشنج، لعاب الشفاه وفقدان الوعي ... إلا أن الصرع لا يمكن أن يختزل في هذه الأعراض فقط .
كما سبق وأشرنا، الصرع هو حالة عصبية مزمنة :شخص واحد من أكثر من مئتي شخص يتأثر بهذا المرض. هذا المرض يترادف مع قلق المرضى خوفا من حدوث الأزمة وفي أي وقت.
وغير ذلك، يتجاوز المرض التأثير البدني إلي تأثير نفسي: الخوف من الاستبعاد، الصرع أصبح من الأمراض الاجتماعية التي تميل إلى تهميش الأشخاص الذين وقعوا ضحية له، بداية من المدرسة وحتى نهاية حياتهم.
كيف يستطيع المريض تجنب حدوث نوبات تشنج أخرى؟؟
المريض يستطيع المساعدة فى التحكم في نوبات التشنج بواسطة الانتظام في العلاج بدقة والمحافظة على مواعيد نوم منتظمة وتجنب التوترات والمجهودات الشاقة والاتصال المستمر مع الطبيب المعالج .
الأطفال هم الضحايا الرئيسيين
عند مناقشة الصرع، إنما ينبغي لنا أن نتكلم عن الصرع بقدر ما هو مرض مختلف، بقدر ما يكون التكهن به وطرق علاجه مختلفة علي الرغم من أن الأطفال هم أول المتضررين، لكن لحسن الحظ معظم حالات الصرع حميدة لدي الأطفال.
أقصى معدل للإصابة بهذا المرض هي بين 0 و1 في السنة وأعلي معدل إصابة لايتعدي 10 سنوات.
ثم يتناقص تدريجيا للحفاظ على معدلات منخفضة بين عمر 30 و 50 عاما ويتصاعد بشكل ملحوظ بعد 75 عاما.
ومن المقدر أن يبلغ متوسط عمر الصرع من 12 إلى 15 سنة. بعض أشكال الصرع دون خطورة تشفي دائما في حين أن البعض الآخر لا يعرف الشفاء التلقائي.
ويقسم الصرع إلى أربعة أنواع :
• صرع عفوي حميد (20 الى 30% من الحالات). المرضى يستجيبون بشكل جيد لتلقي العلاج الطبي الذي يتوقف بعد بضع سنوات .
• الصرع الناتج عن الحساسية للأدوية (30 إلى 40% من الحالات). الشفاء يكون دائم تحت العلاج وأمن الممكن النظر في إيقاف الدواء .
• الصرع الناتج عن إدمان العقاقير (10 إلى 20% من الحالات). يسبب انتكاسات منتظمة.
• الصرع المقاومة للعقاقير (20% من الحالات). هذا الشكل من أشكال الصرع شديد المقاومة للأدوية. على المستوى الفردي، هذا النوع يعتبر عقبة رئيسية علي مستوي الحياة الاجتماعية والمهنية في كثير من الأحيان.
في حين أن الفحص العصبي لا يشير إلي أي خصوصية في الأشكال الثلاثة الأولي للمرض، ولكنه في معظم الأحيان غير طبيعي بالنسبة للمرضى المقاومين للعقاقير.في هذه الحالة قد يكون هناك حاجة للتدخل الجراحي أحيانا.
دور العمليات الجراحية لعلاج الصرع
تمثل حالات الصرع شديدة المقاومة للأدوية عائقاً حقيقياً بالنسبة للمرضى .. بالنسبة للكثيرين، قد تكون العملية الجراحية مرادفة للشفاء.ولكن بسبب نقص المعدات ونقص الموارد، هذه العملية التي ترتكز علي استئصال منطقة من الدماغ تسمى "epileptogenic"، ما زالت تمارس من قبل عدد محدود من الفرق. ومع ذلك، فإننا بحاجة إلى التصرف بسرعة.
ويقول الدكتور دومينيك برروجلين :"من الطفولة، وحتى عندما يكون المخ لايزال ليناً جدا، هذه العملية تجري لنحو 200 إلى 300 مريضا في كل عام، في حين أن هناك نحو 50000 شخص مرشحا للتدخل الجراحي."
من هو الطبيب المتخصص في علاج الصرع ؟
أطباء الأمراض العصبية والنفسية وأطباء الأطفال وجراحين الأعصاب وأطباء الأمراض الباطنية كل أولئك الأطباء يستطيعون علاج حالات الصرع .أما الحالات المستعصية في العلاج فإن علاجها يكون في أقسام الأمراض العصبية في المستشفيات العامة أو الجامعية أو في الأقسام العصبية في المستشفيات الخاصة.
هل يشفى مرض الصرع ؟
في الكثير من الأحيان يتغلب الأطفال على مرضهم وفى العديد من الحالات يتغلبون على هذا المرض حين يصلون سن البلوغ ، ولكن في بعض الحالات يستمر الصرع مدى الحياة .
ولا توجد أي وسيلة للتنبؤ بما يحدث في كل حالة فردية .وإذا كانت النوبة لم تعاود الطفل لعدة سنوات فمن المحتمل أن يقرر الطبيب إيقاف الدواء ليرى أثر ذلك .فإذا حدث أن عاودت الطفل النوبة فلا داعي للقلق والخوف ... لأنه في جميع الأحوال يمكن التحكم في المرض مرة أخرى وذلك بالعودة لاستعمال العقاقير المضادة للصرع.
مكافحة الصرع بالعقاقير:
الصرع هو أحد الأمراض العصبية الأكثر انتشارا بعد الشقيقة.وهو يسبب عائقا كبيرا في الحياة اليومية، ويمكن الوقاية من الأزمات عن طريق توفير العلاج المناسب، وهو شرط لا غنى عنه للحياة الطبيعية. ولكن ليست هناك رعاية عالمية، لكل مريض علاج خاص به.
على الرغم من عدم وجود دواء لعلاج الصرع، إلا أن متابعة العلاج تؤدي إلي استقرار المرض لدي معظم المرضى.
تحديد العلاج
يتم علاج الصرع بعدة طرق أهمها العلاج بالعقاقير المضادة للتشنج ، ونادراً ما نلجأ للجراحة كعلاج للنوبات الصرعية المتكررة .
والعلاج بالعقاقير هو الخيار الأول والأساسي .وهناك العديد من العقاقير المضادة للصرع .وهذه العقاقير تستطيع التحكم في أشكال الصرع المختلفة .
والمرضى الذين يعانون من أكثر من نوع من أنواع الصرع قد يحتاجون لاستخدام أكثر من نوع من أنواع العقاقير ذلك بالرغم من محاولة الأطباء الاعتماد على نوع واحد من العقاقير للتحكم في المرض .
ولكي تعمل هذه العقاقير المضادة للصرع يجب أن نصل بجرعة العلاج لمستوى معين في الدم حتى تقوم هذه العقاقير بعملها في التحكم في المرض كما يجب أن نحافظ على هذا المستوى في الدم باستمرار.
ولذلك يجب الحرص على تناول الدواء بانتظام والالتزام الكامل بتعليمات الطبيب المعالج لأن الهدف من العلاج هو الوصول إلى التحكم في المرض مع عدم حدوث أي أعراض سلبية من تناول تلك العقاقير مثل النوم الزائد والأعراض السلبية الأخرى .
بعد إجراء الفحص والتأكد من المرض، سوف يوفر الطبيب العلاج باستخدام دواء واحد (علاج أحادي).
سيكون من الضروري الأنتظار بضعة أشهر لتعديل الجرعة والسيطرة الكاملة على النوبات. وسوف تزيد الجرعة تدريجيا للحصول على أكبر قدر من التأثير مع أقل قدرممكن من الآثار الجانبية. إذا لم يظهر تأثير الدواء الأول، يمكن للطبيب اقتراح دواء آخر.وأخيرا، إذا كانت أحد العقاقير ليست كافية، يمكن الجمع أحيانا بين عدة أدوية.
ويجب الحذر لأن كل حالة مختلفة، لا يمكننا استبدال العلاج بآخر :الجرعة والدواء تعتبرشخصية.احذر:لا يجب وقف العلاج فجأة لأن هكذا قد نجازف بحدوث أزمات أكثر حدة.
مضادات الصرع (Antiepileptic)
هذه الأدوية تشكل العلاج الأساسي للصرع. إنها لا تعالج المرض ولكنها تمنع الأزمات وتحد من شدتها وخطورتها. وليست كل الأدوية لها نفس الأثر:
مثبطات قناة الصوديوم المعتمدة على الجهد من أهمها : (DI-HYDAN, DILANTIN) ... هذه العقاقير تمنع تدفق الطاقة الكهربائية في الدماغ عن طريق الحد من تفاعل الخلايا العصبية التي تسبب النوبات.
وهناك أيضا هذه الفئة : phosphénytoïne (PRODILANTIN) ، carbamazepine (Tegretol) ، oxcarbazepine (TRILEPTAL) واموتريجين (LAMICTAL ). هذه العقاقير مختلفة تماما ولكل منها ارشاداتها وآثارها الجانبية.
(felbamate (TALOXA ) قريب من هذه المركبات، ولكن لا يمكن استخدامه إلا من قبل متخصصين من ذوي الخبرة في علاج الصرع بسبب سميتها.
حمض الـvalproic (DEPAKINE et DEPAKINE CHRONO) يعمل بنفس طريقة الفئة السابقة
ولكنها يحتوي علي تأثير خاص علي مستقبلات المخ يعزز التأثير ضد نوبات الصرع . هذا الدواء له تأثير نشط في جميع أنواع الصرع ، ويلائم الأطفال.
هناك علاجات أخرى متاحة تشمل ال phenobarbital (GARDENAL
APAROXAL, ALEPSAL) ، ولكن هناك أيضا : gabapentin (NEURONTIN ) و ال vigabatrin (SABRIL ))، والبنزوديازيبينات مثل ال diazepam ( VALIUM و clonazépam (RIVOTRIL)-، لها تأثير على المستقبلات العصبية بالمخ عن طريق محاكاة عمل مركب طبيعي في الجسم. البنزوديازيبينات لا تستخدم في العلاج على المدى القصير ولكن فقط لعلاج النوبات.
الـ(EPITOMAX )Topiramate يزيد من نشاط مادة توقف النوبة بشكل طبيعي ،الـ tiagabine (GABITRIL) يؤدي بدوره إلى زيادة تركيز هذه المادة في المخ.
Levetiracetam (KEPPRA)- نادرا ما يستخدم كعلاج إضافي في الصرع الجزئي.
وأخيراً ethosuximide (ZARONTIN) يمكن استخدامه عندما لايكون العلاج الأول ناجحا.
للأسف، هناك مقاومة للعقاقير لدي 30% من المرضى، في هذ الحالة من الضروري النظر في أنواع أخرى من العلاج (الجراحة الكهربائية...).
الصرع والنساء الحوامل؟
بالنسبة لنساء الحوامل اللاتي يعانين من مرض الصرع، معظم المعالجات يمكن أن تستمر خلال فترة الحمل عند الضرورة القصوى، غير أنه لابد من مراقبة تطور الجنين عن كثب بسبب وجود خطرمضاعف للتشوهات الخلقية بين أطفال الأمهات اللاتي يعانين من الصرع ويخضعن للعلاج في ظل المرض. الحل : الإعداد للحمل بشكل دقيق مع الطبيب .
الصرع : ما هو دور الجراحة؟
علاج الصرع يتيح القضاء على النوبات لدي 60 و 70% من المرضى. بالنسبة للآخرين، تأتي الجراحة بأمل كبير مع تحقيق نتائج مذهلة. ولكن لا يمكن أن يستفيد منها الجميع في غياب التوجيه الكافي ... أو نقص الموارد.
في 60 و 70% من الحالات، يتم السيطرة علي نوبات الصرع جيدا عن طريق الدواء. بالنسبة للحالات الأخرى، التي تسمى بالصرع "المقاوم للعقاقير"، لابد من البحث عن حلول أخرى بما فيها العلاج العصبي عن طريق التدخل بالجراحة العصبية.
تقنية ونتائج مذهلة
مبدأ الجراحة بسيط للغاية :فهو يتمثل في استئصال المنطقة المسؤولة عن النوبات من الدماغ. نقطة انطلاق النوبات هذه معروفة أيضا بمركز الصرع epileptogenic.
وهذا العلاج من الناحية النظرية يستهدف الأشكال الحادة من المرض حيث تكون العقاقير غير فعالة. إلا أن الجراحة ليست علاجا لجميع هذه الحالات.
نحن بحاجة إلى إزالة المنطقة المحددة جيدا حيث يمكن الوصول إليها بسهولة.
في الحقيقة، لا ينبغي للعملية الجراحية أن تؤدي إلى أضرار بالغة في المجالات الوظيفية المحيطة التي تتحكم في اللغة، الحركة أو باقي الأنشطة الذهنية .
وبالتالي ، فإن نجاح الجراحة يرتبط ارتباطا وثيقا بنوعية الفحوصات الأولية. هذه التحاليل التمهيدية تقوم على تصوير المخ بالفيديو، صور الرنين المغناطيسي ، وتسجيل النوبات عبر الأسلاك الكهربائية علي المخ، واختبارات الفسيولوجيا العصبية المتخصصة.
بعد إجراء هذا التحقيق علي المرشحين للعملية جراحية، يمكن معرفة مدي فائدة هذا العلاج . إذا كانت هذه المؤشرات تتم بصورة جيدة، فمعدلات النجاح مذهلة : 80% من المرضى شهدوا اختفاء الأزمات في غضون عامين، ولم يعودوا بحاجة لاستخدام أي علاج.
والشيء المثالي، ينبغي أن يتم إجراء العملية الجراحية في أقرب وقت ممكن، مما يحد من تأثير الأزمات علي الدماغ والتنمية العقلية وفرص العمل أو المدرسة، والأطفال هم أفضل مرشحون لهذه العلاجات.
كيف نتقي أمراض الصرع؟ ونتجنب أسباب حدوثها؟
مرض الصرع في حد ذاته لا يمكن تجنبه لكن يمكن تجنب الأسباب التي تؤدي إلى حدوثه مثل: تجنب السهر والإجهاد الشديد ومشاهدة التلفاز لفترات طويلة مع الجلوس على بعد أقل من مترين من الشاشة وكذلك الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لفترات طويلة.
هذا وقد يساعد الاحتفاظ بدفتر يوميات تسجل فيه لبضعة أشهر تفاصيل النوبات الصرعية التي أصابت المريض في تحديد ما يحفز الإصابة بهذه النوبات بما يمكن من تجنب هذه الحوافز، وبالتالي تقليل عدد النوبات التي قد تحدث للمريض.
دواء جديد لعلاج الصرع لدي الأطفال
حقق العلماء نجاحا في معالجة أحد أشكال صرع الأطفال بعقار يطلق عليه ستيريبنتول فقد أثبت هذا الدواء فاعليته، في التجارب التي أجريت لمعالجة ما يسمى بالصرع العضلي الارتجاجي. تظهر أعراض هذا الشكل من المرض في السنوات الأولى من عمر الطفل، ولا يمكن السيطرة عليه باستخدام الأدوية التقليدية المستخدمة في معالجة الصرع.
وتبدو على الأطفال المصابين علامات التخلف العقلي ابتداء من السنة الثانية من العمر وكان عقار الـ ستيريبنتول قد أثبت نجاحا في معالجة صرع الأطفال هذا بإعطائه سوية مع دواءين آخرين هما كولبازام وفالبروت.
ولتأكيد هذه النتائج، أجرى باحثون من مستشفى سان فنسنت دوبول في باريس تجربة جديدة شملت واحد وأربعين طفلا عولجوا بالستيريبن تول.
وقد أعطي الأطفال جميعهم كلوبازام وفالبروت لمدة شهر واحد.بعد ذلك أعطي نصفهم مادة الستيريبنتول وترك النصف الآخر بدونه ووجد العلماء في الشهر الثالث من التجربة أن تواتر ظهور أعراض الصرع قد قل بنسبة النصف في واحد وسبعين بالمئة من الأطفال الذين عولجوا بالستيريبنتول.
ولم يعان سبعة من هؤلاء الأطفال من أي عرض من أعراض الصرع أما الأطفال الذين لم يعطوا الستيريبنتول فقد قلت معاودة الأعراض بنسبة النصف لدى واحد منهم فقط أي بنسبة خمسة بالمائة.
ولم تظهر سوى أعراض جانبية بسيطة على الواحد والعشرين مريضا الذين تلقوا الستيريبنتول بينها النعاس وفقدان الشهية، لكن الأعراض الجانبية اختفت عند اثني عشر طفلاً من هؤلاء بعد زيادة جرعة الدواء المركب.
وشدد الباحثون في مقال نشروه في مجلة لانست الطبية على أن الدافع وراء تجربتهم هو ضرورة تجريب الدواء على الأطفال لمعرفة مدى تأثيره .
وكانت تجارب أخرى قد أجريت على بالغين فقط واستنتجت انطباق النتائج على الصغار ويؤكد الباحثون على وجود فوارق بين هذا الشكل من الصرع والأشكال الأخرى التي تصيب البالغين والأطفال وبالتالي فإن العلاج المركب الذي تقترحه هذه الدراسة يفيد نوعا واحدا من أنواع الصرع المتعددة وهو ما يسمى بالصرع العضلي الارتجاجي عند الاطفال
الصرع لدى الأطفال : هذا المرض يؤثر على الأسرة بأكملها
ما هي عواقب الصرع على الطفل والبيئة؟ أجريت دراسة بالتعاون مع الجامعة الفرنسية لمكافحة الصرع مع أكثر من 660 من الآباء ، والدراسة TRILOGIE/Novartis تهدف إلى تقييم تأثير المرض على الحياة اليومية للآباء وتسليط الضوء على احتياجاتهم وتطلعاتهم.
هذا وأجريت دراسة استقصائية وطنية مشتركة من جانب مختبر نوفارتيس والجامعة الفرنسية لمكافحة الصرع، على أساس استبيانات لعائلات الأطفال الذين يعانون من الصرع من قبل أطباء الأطفال والأعصاب والمرضى والجمعيات.كشفت هذه الدراسة عن معانة الوالدين جسديا ونفسيا.
دور الآباء والأمهات
يعتمد دورالآباء والأمهات في مجابهة هذا المرض على ضرورة " الإلمام بهذا المرض"، تليها عملية تقديم المساعدة للتخفيف من معاناتهم اليومية، وتوفير الإسعافات الطبية.
وبالإضافة إلى ذلك، يجب علي الآباء ضرورة التواصل مع أناس يعانون من نفس الحالة. هذا الدور يمكن أن تقوم به الجمعيات دون إغفال الدور الذي تقوم به شبكة الإنترنت.
وفي الختام، الصرع له أثر لا ينكره أكثر من 85% من الآباء والأمهات، ويقوض نمو الطفل لأكثر من 70% منهم.
العمر يلعب دورا أساسيا في تغيير مفهوم المرض: كلما أصبح الطفل أكبر سنا، كلما ازدادت علاقته صعوبة مع الآخرين (من الشعور بأنه مختلف ومنبوذ علاوة علي صعوبة كسب الأصدقاء). من حيث التعليم، لا تزال عواقبه كبيرة ولكن أهم الصعوبات هي تلك التي تنشأ عن سوء فهم المحيطين لهذا المرض.
الصرع والتعليم
- من الضروري للطفل المصاب بالصرع أن يتكامل في المدرسة على أفضل وجه ممكن.
- يجب أن تدار نوبات الصرع في المدرسة علي أفضل نحو ممكن.
- لايجب أن يتم تهميش الطفل. بل علي العكس من ذلك، يجب أن يجد من جانب المعلمين، وأيضا زملائه، الاهتمام والدفء وعلاقات صداقة جيدة، ولكن من دون إيلائه الحماية المفرطة.
- ينبغي توفيرالمتابعة في الفصل الدراسي للأطفال الذين يعانون من الصرع تماما مثل الآخرين.
- يجب الأهتمام بحضور الدروس بانتظام .
- يجب علي المؤسسات أن تخصص مكانا بالنسبة للحالات الخاصة.
الأطفال الذين يعانون من الصرع في الصف
الحالات المعتادة :
-بالنسبة للحالات المتوازنة بواسطة العلاجات المضادة للتشنج، ليس هناك مشكلة في اندماج الطفل.
وهذه هي الحالة الأكثر شيوعا. وتتعلق بنفس القدر بالتعليم والرياضة.
-بصورة عامة، تعتبر القدرة العقلية لهؤلاء الأطفال مساوية لمثيلاتها لدي الطلاب الآخرين. غير أن عدد قليل من الأضطرابات المرتبطة بهذا المرض و / أو المعالجة قد تؤدي إلي بعض الأختلافات :
• التعب وعدم الاهتمام، ضعف الذاكرة، الخ.... كلها أعراض قد تحدث بعد الأزمة.
• وهناك بعض التأخير( البطء) لوحظ بين الطلاب تحت العلاج : يجب منحهم مزيد من الوقت للتفكير والكتابة.
• الغياب يعتبر شكل من أشكال المرض ويجب أن يعمل المعلمين علي متابعت الطفل بعناية.
الحالات الأكثر صعوبة
وفي حالات أخرى قليلة، هناك تشوهات في المخ تتطور على الرغم من عدم وجود الأزمات، أو عندما تحدث الأزمات بشكل متقارب، قد يكون من الضروري تكييف التعليم لبعض الوقت.
التخاطب والمساعدة النفسية والغوية تساعد على ممارسة التعليم بشكل عادي.
المعلم وكيف يتعامل مع الطفل المريض بالصرع
يجب على المعلم :
• ضمان اندماج الطفل .
• احترام رغبته في الكلام عن مشكلته أم لا .
• منع العدوان أوالسخرية من الآخرين .
• التعرف على نوع الصرع ومخاطر وتواتر الأزمات؛ الإلمام بالعلاج والعمل بشكل وثيق مع طبيب المدرسة والأسرة.
• الحفاظ على الهدوء أثناءالأزمة ، ومعرفة الممارسة الصحيحة في حالة الأزمة ومتابعة تطورها .
• "استرجاع" الطفل بهدوء عند الخروج من الأزمة، واستعادة الثقة والعودة إلى الصف، إن أمكن .
• التنبيه علي المحيطين بالطالب إذا كان الوضع يزداد تدهورا خلال أيام أو أسابيع.
دور مهم لعدة أسباب.
من حيث الروح المعنوية، الانتماء للمجتمع الذي يرحب به ويوفر له الحماية لا يمكن إلا أن يكون مفيدا للطفل.
التنمية الفكرية للأطفال الذين يعانون من الصرع تأتي من المدرسة بشكل طبيعي قدر الإمكان. يجب أن نعلم أن أغلبية المرضى الصغارلا تأتيهم الأزمات في سن البلوغ، وأدائهم في المدرسة والجامعة سيتم بشكل طبيعي.
مقالات متعلقة:
جين جديد قد يحدث بارقة أمل للمصابين بالصرع
البوتوكس .. فعال في جراحات التجميل وعلاج الصرع