زيت النعناع هو خلاصة من أجزاء عشبة النعناع الفلفلي peppermint، الذي ظل مستخدما كعامل مساعد في الهضم منذ أقدم العصور، وأصبح يستخدم في هذه الأيام كأحد إضافات الطعم للمنتجات الصحية، مثل معاجين الأسنان وغسولات الفم.
كما يستخدم «المنثول»، وهو أحد مركبات زيت النعناع، في المستحضرات التي توضع على الجسم لتخفف حالات مثل الاحتقان وآلام العضلات.
ويعمل زيت النعناع على استرخاء خلايا العضلات اللينة التي تبطن غالبية أجزاء القناة الهضمية، وقد تمت دراسته بشكل موسع لعلاج حالات القولون العصبي وصعوبة الهضم.
وعلى الرغم من أن الدراسات الإكلينيكية على الأشخاص المصابين بالقولون العصبي قد أظهرت نتائج مختلطة، فإن الأشخاص المصابين بالقولون العصبي الذين تناولوا زيت النعناع أفادوا بشعور أقل من الانتفاخ ومن آلام البطن وكثرة الغازات مقارنة بالآخرين الذين تناولوا دواء وهميا، ولدى وضعه مع حقنة الشرج للتصوير بأشعة الباريوم فإن زيت النعناع قد يساعد في تخفيف التقلصات المعوية للأشخاص الذين تجرى لهم فحوصات للقولون.
مضار زيت النعناع
ومن سوء الحظ أن زيت النعناع يقود أيضا إلى استرخاء البوابة التي تصل بين المريء وبين المعدة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث ارتجاع للأحماض من المعدة إلى المريء، والحموضة، وقد يقود إلى زيادة سوء الأعراض لدى المصابين بالفتق الحجابي hiatal) hernia)، كذلك ـ ومن غير المدهش ـ للأشخاص المصابين بحالات ارتجاع الأحماض من المعدة.
وفي دراسات على المصابين بالقولون العصبي، تم تناول كبسولات خاصة من زيت النعناع بجرعات تراوحت بين 0.2 و 0.4 مليلتر، ثلاث مرات في الأسبوع، كانت تمر عبر المريء والمعدة من دون أن تتفكك، وتم امتصاص زيت النعناع بعد تفكك الكبسولات داخل الأمعاء.
كما أن زيت النعناع له أعراض ضارة أخرى إضافة إلى تأثيره السيئ على الجزء الأسفل من المريء، فتناوله بكميات كبيرة يمكن أن يكون ساما للكلى، كما يجب على الأشخاص المصابين بحصوات المرارة أو التهاب فيها، الامتناع عن تناوله.
وأخيرا .. عليك التأكد من الطبيب من عدم تداخله مع أي دواء تتناوله، لأن زيت النعناع قد يزيد تركيز بعض الأدوية في الدم، ومنها الدواء المضاد للاكتئاب «أميتريبتيلين» amitriptyline («إيلافيل» Elavil وغيره)، وعقار الستاين «سيمفاستاتين» simvastatin («زوكور» Zocor).