جلست بيننا تتحدث في أمور حياتها الأسرية وكيفية نجاحها في حل الكثير من المشاكل التي تواجهها بل وتعرض نصائحها علي كل زميلة تجد عندها تساؤلات أو تعاني من مشكلة.. وجدتها تهمس في أذن إحدانا تشكو من شقاوة طفلتها التي تبلغ من العمر 4 سنوات والتي لا تجعلها تشعر بالهدوء لحظة واحدة وتقلب نظام المنزل رأسا علي عقب.. قائلة لها أمسكي بعصا وحاولي أن تؤلميها.. علمت بعد ذلك من زميلتي هذه أنها عملت بالنصيحة.. وعندما تمادت طفلتها في الشقاوة أمسكت بإحدي لعبها وكانت علي شكل ثعبان من الجلد وانهالت علي رجليها ضربا مما ترك آثارا أزعجتها خاصة بعد أن رأتها تبكي وتتألم.
هذه إحدي صور العنف الذي نمارسه مع أطفالنا سواء بوعي أو غير وعي معتقدين أننا نؤدبه أو ندفعه إلي سلوك سليم.. أو نكفه عن ممارسة شقاوته.. وأن كل ما نقوم به هو في النهاية لصالحهم لذلك فالكثيرون يعتقدون أنه كلما حملت ملامح وجوههم ملامح الغضب الشديد والتكشيرة واستخدموا ألفاظ التهديد والعقاب الصارم والضرب المبرح وارتفاع الصوت كلما كان ذلك الأسلوب هو الدافع للأبناء للالتزام بالأوامر.. فهم لا يفكرون أن ذلك يترك أثرا نفسيا علي الأبناء.. ويجعلهم في المستقبل شخصيات غير متوازنة.. لا يستطيعون التعامل مع المحيطين بهم.
الأم هي الأكثر لوما لأنها هي التي يجب أن تحيطهم بحنانها وتبدد عنهم أي خوف قد يتسرب لهم.. فتزيد من ثقتهم بأنفسهم.. والأم الواعية هي التي تستطيع اكتساب حب أطفالها بالتحاور وإيضاح الأخطاء التي تقع منهم بالتفاهم والمناقشة.