إن معظم رياض الأطفال في مجتمعنا تستخدم مربيات غير مؤهلات،و يظهر ذلك من كونهن لا يحملن الشهادات التي تخولهن العمل كمربيات،كما أنهن لا يتمتعن بالصفات الشخصية في حدها الأدنى لهذا العمل، وإنما قبلن العمل لكونهن يحتجنه وليس حبا به، لتأمين المال الضروري للحياة.
كما أنهن يقبلن الأجر القليل الذي ينعكس سلبا على طرق اختيار المربية،وهذا بدوره يؤثر بالغ الأثر على الأطفال وطرق تربيتهم وتعليمهم في الرياض في ؛هذه المرحلة الهامة والحساسة من حياتهم. أكد (بلوم) أن 50 % من ذكاء الطفل وقدراته التحصيلية تتكون في الأربع سنوات الأولى من عمره (د.جميل أبو ميرزا - 1993 –ص184). فإذا لم يحظ الطفل بالرعاية الكاملة والصحيحة والتوجيه السليم قد يصاب بكثير من الاضطرابات والانفعالات السلوكية ويكون لديه عادات سلوكية غير مرغوب فيها وليس من السهل التخلص منها مستقبلا. (سلوى مرتضى2004-- ص9).
أكدت دراسة أجريت في 20 ولاية أمريكية (Stinnett-1968) على ضرورة وأهمية تأهيل معلمات الرياض وتدريبهن.كما أكدت على العلاقة بين إعداد وتدريب معلمة الروضة ونجاحها في عملها،كما أكدت على ضرورة وجود كفاءات وميزات شخصية تجعل المعلمة قدوة للأطفال؛ فهي تأتي في المرتبة الثانية بعد الأبوين وأفراد الأسرة. (هدى الناشف – 1995 ص (150.
تساعد المعلمة في الوصول إلى مرتبة عالية في الإتقان والدقة في تربية الأطفال،لذلك يجب التدقيق على الآلية التي يتم بها اختيار معلمة الروضة بحيث تحقق كافة الشروط المطلوب توافرها في المربية دون أية هوادة مهما كانت الأسباب وأهم هذه الشروط:الإعداد الجيد والتدريب المستمر،هذا كله يقودنا إلى السؤال التالي حول واقع رياض الأطفال :
هل يتم اختيار المعلمات وفقا لهذه الشروط؟ وهل هناك اثر لإعداد وتدريب معلمة الروضة على نجاحها في عملها؟..
أولا- دور الحضانة ورياض الأطفال:
- دور الحضانة:
أصدر وزير الشؤون الاجتماعية والعمل القرار رقم 156 لعام 1976 بشأن دور الحضانة، وتضمن القرار مجموعة من الأحكام أهمها أن على كل صاحب عمل يستخدم مائة عاملة وأكثر في مكان واحد أن ينشئ داراً للحضانة لأطفال العاملات الذين تتراوح أعمارهم بين الشهرين والثلاثة أعوام، على أن تؤثث الدار وتجهز بشكل ملائم بمعدات النوم والنظافة واللعب والطعام، وتمنح الأم الوقت المخصص قانوناً لإرضاع طفلها وتخصص ممرضة لكل عشرة أطفال للإشراف على نظافتهم وصحتهم وغذائهم.
وعلى كل عاملة ترغب في الانتفاع بخدمات الدار أن تؤدي اشتراكاً شهرياً قدره 5% من مجموع أجرها الشهري عن الطفل الأول و4% عن الطفل الثاني و3% عن الطفل الثالث إذا وجدوا معاً, ويتحمل صاحب العمل باقي النفقات.
وأخيراً يجوز لصاحب العمل أن يعهد إلى إحدى المؤسسات أو الهيئات الاجتماعية بأداء الخدمات السابقة، كما يجوز لمجموعة من أصحاب العمل أن يشتركوا في إنشاء دار للحضانة حتى ولو لم يبلغ عدد العملات اللاتي يستخدمهن كل منهم مائة عاملة.
-رياض الأطفال:
حمى المشرع السوري الإنسان في ماله وشخصه منذ أن يكون جنيناً وخلال حياته وبعد موته، وتكفل في كل مرحلة من حياته في أن يقدم له الحقوق التي تضمن تفتح شخصيته كي يصبح مواطناً يساهم في بناء مجتمعه وانطلاقاً من وعي المشرع بالأهمية الخاصة للأطفال وخاصة في مرحلة ما قبل سن الدخول إلى المدرسة بين عمر الثلاثة والستة أعوام، أصدر المرسوم التنظيمي رقم 2870 لعام 1978 الذي حدد المناهج التربوية الخاصة بمدارس رياض الأطفال على اعتبار أنها مؤسسة اجتماعية تعتبر امتداداً لجو الأسرة وتهتم بتأمين حاجات الطفل الأساسية وتهيئة الجو المناسب لتفتح إمكاناته وقدراته.
وتهدف الروضة أساساً إلى رعاية ونمو الطفل نمواً متوازناً جسدياً وعاطفياً واجتماعياً وعقلياً وخلقياً، مع تزويده بقدر من المعلومات تجعله أقدر على متابعة التعليم الابتدائي.
كما تهتم بتنظيم أوقات اللعب والطعام والنزهة والراحة، وتقدم الرعاية الصحية والجسمية للطفل، وتعلمه قواعد النظافة وأصول التعامل مع الناس والبيئة المحيطة به، وتحرص على تنمية المهارات التقنية والفنية والجمالية لديه ومن خلال ذلك كله وبالتعاون بين أفراد أسرة العمل في رياض الأطفال تتحقق الأهداف التربوية وتترجم إلى فعاليات ومهارات عقلية ويدوية تمكن الطفل من السيطرة على حركاته وتوظيف حواسه في سبيل مزيد من المعرفة والوعي.
الفوال – 2003 – ص 154- 155
ثانيا- موقع الروضة:
أولاً: حسن اختيار الموقع حيث البيئة الصحية وتوفر وسائل المواصلات والبعد عن الضوضاء والسكك الحديدية ومجاري المياه والطرق المزدحمة والمعامل والأسواق التجارية وتوفر موارد المياه.
ثانياً: عند اختيار موقع مبنى الروضة يجب أن يكون وسط البيوت حتى يشعر الأطفال بألفة المكان ويوفر عليهم وقت ومشقة الانتقال بوسائل المواصلات ولتشجيع أولياء الأمور والمشرفين على الروضة على تبادل الزيارات والمشورة التربوية فيما بينهم كما يؤخذ في الاعتبار عند تخطيط المدن الجديدة بأن تخصص الأراضي البعيدة عن مصادر التلوث والضوضاء والطرق المزدحمة بالمواصلات والأسواق العامة لإقامة الروضات والأبنية المدرسية عليها ويفضل أن تقام الروضة بصفة خاصة في منطقة تحيط بها الأراضي الخضراء والحدائق لما في ذلك من أثر طيب في نفس الطفل وفي تنمية الإحساس بالجمال لديه.
أما إذا تعذر الحصول على قطعة أرض تتوافر فيها هذه المواصفات فإنه ينصح بأن يتم اختيار بيت من طابق واحد في وسط المنطقة التي تستخدمها الروضة وإجراء التعديلات اللازمة على المبنى. الناشف - 1995- ص65
ثالثا- مرافق الروضة:
وتشمل مرافق التعليم والإدارة والخدمات.
-المرافق التعليمية: وتتكون من الفصول ويفضل تسميتها بغرف النشاط وساحات اللعب والقاعات المتعددة الأنشطة والأغراض مثل قاعة الموسيقى وقاعة الألعاب التربوية والمكتبة والمسرح ويمكن الاستغناء عن بعض هذه المرافق في حين أن البعض الآخر أساسي ولا تكتمل الروضة إلا بوجوده مثل غرف النشاط ومرفقاتها الصحية وساحات اللعب.
أما بالنسبة لغرفة النشاط فيفضل أن تكون مستطيلة حتى يتسنى تقسيمها إلى أركان ومراكز اهتمام مع توفير مساحة كافية للممرات داخل الغرفة تتيح للأطفال حرية الحركة وفيما يختص بحجم الغرفة فإن قاعة كبيرة تتسع لحوالي (25) طفلاً.
ومن الأمور التي يجب مراعاتها في غرفة النشاط الإضاءة والتهوية ودرجة الحرارة إذ ينبغي توفير إنارة طبيعية كافية وتنظيم غرفة النشاط بشكل يسمح بتعرض الأطفال لحرارة الشمس في الشتاء وحجبها عنهم في الصيف كما يمكن التحكم بتهوية الغرفة عن طريق التصميم الجيد للنوافذ وتوفير الكراسي خفيفة الوزن ليسهل على الأطفال تحريكها وتغيير أماكنها بما يتفق وطبيعة الأحوال الجوية ومتطلبات النشاط وينبغي أن تكون المناضد ذات سطوح ملساء غير لامعة حتى لا تعكس الضوء في عيون الأطفال وتخصص مرافق صحية لكل مجموعة فصول بحيث تكون قريبة منها بالإضافة إلى عدد من حنفيات مياه الشرب.
كما تحرص الروضة على توفير بعض الأحواض الكبيرة أمام غرف النشاط بعضها يملأ بالماء أو بالرمل الجاف أو بالرمل المبلل بالماء بحيث يستطيع الأطفال أن يبنوا به أو يعملوا أشكالاً منه فيكتسبوا المفاهيم العلمية والرياضية وينموا خيالهم ومهاراتهم الحركية والفنية.
ولا تخلوا الروضة من ساحة كبيرة يغطي جزء منها بالعشب الأخضر ويغطي الجزء الباقي بالرمل النظيف لإقامة أجهزة الألعاب الكبيرة عليه ويستحسن أن تظلل الأجهزة لحمايتها وحماية الأطفال من حرارة الشمس في شهور الصيف ومن المطر في الشتاء ولا داعي للإكثار من الأجهزة إذ يكفي جهاز للتسلق وآخر للتزحلق وربما أضيف إليهما جهاز للتعلق والأرجحة كما ويجب أن تتوفر مساحات كبيرة مفتوحة لا تحد من حركتهم أو خيالهم أو تقدم لهم الأشياء جاهزة وما عليهم إلا استخدامها.لا سيما أن السكن الحديث وخاصة في المدن ضاق حجمه ولم يعد فيه مكان للجري والانطلاق واللعب دون الخوف من الاصطدام بالأشياء أو المشي على أحواض الزرع إن وجدت. الناشف - 1995- ص68
-الإدارة:وتشمل عادة غرف المديرة والمساعدة والمعلمات والاستقبال او السكرتارية والممرضة إن وجدت /أو المشرفة الاجتماعية وقاعة الاستقبال أولياء الأمور أو الاجتماع وقد يتعرض البعض إلى وجود غرفة لهيئة التدريس على أساس أن مكان المعلمة الطبيعي مع الأطفال لكن معلمة الروضة تحتاج أيضا إلى بعض الوقت بعيدا عن الأطفال لنفسها أو للالتقاء بزميلاتها
-الخدمات: وتشمل الخدمات الصحية مثل غرفة الإسعافات الأولية أو العزل.ويستحسن أن يوضع فيها سرير أو اثنان بالإضافة إلى مجموعة الأدوية والإسعافات الأولية اللازمة وخزانة لحفظ السجلات الصحية.كذلك غرفة للمشرف الاجتماعي أو الأخصائي النفسي حيث يحتاج بعض الأطفال أحيانا إلى مكان هادىء ينفردون فيه مع الأخصائية النفسية أو المشرفة الاجتماعية أو المعلمة للتحدث عن المشكلات التي لا يستطيعون الإفصاح عنها أمام زملائهم كما أن هذه الغرفة تستخدم عادة للاجتماع بولي الأمر عندما يجابه الطفل مشكلة تحتاج لتعاون. وقد ترى الروضة أن توفر بالإضافة إلى هذه المرافق الأساسية قاعة يتناول الأطفال فيها طعامهم أو مسرحا يؤدون عليه أمام أولياء الأمور، ومكتبة تجمع بين الأطفال.
وخلاصة القول أن شروط السلامة والأمان يجب أن تتوافر في جميع مرافق الروضة وتجهيزاتها ولا مانع من احاطة الروضة بسور من البناء والأشجار الكبيرة فهذا يمنح الطفل الشعور بالأمان ويحمي المبنى من المتطفلين.