اللعب
تتعدد النظريات المفسرة للعب على نحو تكاملي ففي عام 1878 أخذ الفيلسوف الإنجليزي Herbert Spencer بوجهة نظر- شيلر- و صاغ نظريته المعروفة باسم " فائض الطاقة" و يفسر جدارة الإنسان باللعب في ضوء رقيه إذا قارناه ببقية المخلوقات الحية ، حيث يتوافر له فائض طاقة و وقت فراغ بعد إشباعه لحاجات بقائه و أمنه .
في عام 1901 صاغ Carl Gross نظريته في تفسير اللعب و غاياته و المعروفة باسم النظرية الإعدادية و فيها ينظر لعب بوصفه لونا من ألوان النشاط الغريزي الذي يلجأ إليه الانسان ، و بعض أنواع الحيوان
، ليتدرب على مهارات الحياة أو مهارات البقاء الاساسية ....
و برزت في سنة 1961 نظرية George Patrick المعروفة بنظرية " نقص الطاقة" التي تُــكمل نظرية " سبنسر" وهي ترى أن نقص الطاقة هو بمثابة دافع يدفع صاحبه للعب ، انطلاقا من وجهة نظر مؤداها أن للعب دورا هاما في إعادة التــزود بالطاقة التـــــي التي استُهلكت أثناء أنشطة الطفل فيعيد اللعب شحن البطاريات .
و يرى الباحثون في هذا المجال أن الطاقة التي يعنيها " سبنسر " هي الطاقة الحيوية الفيزيقية بينما الطاقة التي يعنيها " باتريك" إنما هي الطاقة الوجدانية الانفعالية و التي يؤكد عليها كمحرك لبذل مزيد من نشاط اللعب إلى جانب الطاقة الفيزيقية و لعل ذلك يبدو واضحا في الدور الإيجابي للعب في دفع الملل ونقص الدافعية لدى الأطفال خاصة في المدرسة إذا سُمِحَ لهم به بين فترات الدراسة ، إذ يجعلهم يعودون أكثر حيوية ونشاطا فيما يتلوه من ممارسات دراسية و أنشطة جادة هادفة ، و إذا استخدمت مفردات الدافعيــــــــة Motivation
فإن الدافع للعب من وجهة نظر " سبنسر " هو استعادة التوازن الفسيولوجي Homéostasie أما دافع اللعب من وجهة نظر " باتريك " فهو الترويح Récréation أو التجديد ...
و يستنتج الباحثون أن أي حرمان للطفل من أنشطة اللعب تكون له آثار سلبية على الصحة النفسية
أما عن أهمية اللعب للأطفال فقد أوجزته Katherine Taylor بِقوْلها:
" اللعب أنفاس حياة الطفل " بل إن حرمانه منه يعني حرمانه من حقه في الحياة و النمو إذ يعدل سجنه في قفص ذهبي .
فاللعب الحر عالم الطفل الذي لا يميز فيه بين أنشطته أهي عمل أم لعب و يقضي الأطفال معظم أوقاتهم خارج نطاق المدرسة في اللعب مع أصدقائهم أكثر مما يقضونه غي أي نشاط آخر
تصنيف اللعب :
للعب تصنيفات عدة ، بعضها فئوي و بعضها تفاعلي و البعض الآخر وظيفي .
و يصنف اللعب عند بعضهم إلى نوعين
-أنشطة لعب ، اللعب الحر وهو أول اللعب وأكثره أهمية في مرحلة الطفولة.
-المباريات أو اللعب المنظم أو اللعب ذي القواعد المحددة.
أما التصنيف التفاعلي وهو يأتي في ضوء تطور علاقات الطفل الاجتماعية أثناء نشاط اللعب بوصفه عينة من نشاطه الاجتماعي :
-اللعب الانعزالي وفيه يلعب الطفل منفردا.
-اللعب المشاهدي وفيه يكتفي الطفل بمشاهدة لعب الآخرين و ربما يسأل سؤالا أو يُلقي تعليقا عفويا ( المرحلة الأولى من تفاعل الطفل الصغير من سن ما قبل المدرسة مع الاطفال الاخرين ).
-اللعب المتوازي و فيه يلعب الأطفال بجوار بعضهم البعض في نفس النشاط و لكن بتفاعل محدود كما الحال في ألعاب حفر الرمال على الشاطئ ( وهو الاكثر شيوعا في مرحلة ما قبل المدرسة ) وهو وسط بين اللعب الانعزالي و اللعب التعاوني.
-اللعب الجماعي : و فيه يتفاعل طفلان أو أكثر في عمل أنشطة .
-اللعب الجماعي : و فيه يتفاعل الأطفال معا و يشارك كل منهم في إنجاز هدف .
تصنيف اللعب من حيث وظيفته و غايته غير المباشرة :
-اللعب الاستكشافي و يتحقق ذلك عندما يستحوذ أي موضوع جديد على انتباه الطفل .
-اللعب الابتكاري و يتطلب قدرة على الترميز و إلمام بالخواص الخارجية .
-اللعب المسلي و يبدو كأنه تفاعل غير هادف مع البيئة عندما يحل السأم .
-اللعب المحاكاتي و يختص بالتكرار و التنظيم و هدفه تحقق الكفاءة و السيطرة .
-اللعب العلاجي ويهدف إلى تخفيف الإثارة الانفعالية و يكون رمزيا لا متعة فيه .
مواد اللعب و أدواته :
منها الماء و الرمل و الطين و الورق و الصلصال والأرض و الأفكار و الصور الذهنية في أحلام اليقظة
و المكعبات و الدمى و العصي و المجسمات و الكرات و اللعب اليدوية و الميكانيكية و الالكترونية بمختلف أنواعها .....
مردودات اللعب :
يُــعَــد اللعب نشاطا تربويا ذاتيا ، فرديا أو جماعيا يعود في معظم الأحيان بالآثار النمائية الإيجابية على مختلف جوانب الشخصية سواء المعرفية و الوجدانية و النفسحركية.