(3
) التقويم متعدد القياسات Evaluation Multiple Measures :
وهو هذا النوع من التقويم الذى لا يعتمد على مؤشر واحد أو أسلوب قياس واحد فى إصدار الحكم على المتعلم ، بل يعتمد على أكثر من أسلوب قياس ، وعلى أكثر من مؤشر لإصدار الحكم على مستوى أى عنصر من مدخلات وعمليات ومخرجات النظام التعليمى 0 وتمتاز
تكنولوجيا القياسات المتعددة بالعديد من المزايا حددها آسب ( Asp,2000:143 ) فى الآتى :
o تساعد فى إيجاد طرق لحل المشكلات الفنية المرتبطة بمهام الأداء المتكامل فى برامج التقويم القائمة على قياسات واسعة النطاق 0
o تتيح استخدام كل من اختبارات المهام الأدائية ، والاختبارات مرجعية المحك ومرجعية المعيار ، وأحكام المعلمين وآرائهم ، وغير ذلك لقياس مستوى إنجاز المتعلمين الدراسى 0
o تتيح إصدار الحكم بدقة وموضوعية على مدى تقدم المتعلم فى العملية التعليمية ، ومدى جودة أى عنصر من عناصر منظومة التعليم 0
o تتيح استخدام أنواع عديدة من أساليب ووسائل التقويم ، فتجعل برامج التقويـم ذات مستوى عال ، وتعمل على تحسين وتطوير تلك البرامـج ، فتزيد بالتالى من جودة عمليات التقويم ونوعيتها ، مما يؤثر إيجابياً على عمليتى التعلم والتعليم داخل حجرات الدراسة 0
o تساعد فى بناء نظام واحد ودليل واحد لمتابعة مستوى الأداء التعليمى لجميع مؤسسات التعليم بإقليم أو عدة أقاليم فى بلد واحد ، بل فى عدة بلدان 0
إن تعدد وتنوع مصادر التقويم يعتبر من الأسس التى ترتكز عليها الاتجاهات الحديثة فى عملية التقويـم التربوى ، وعليه يقترح الوابلى (
2003) أن منحى التقويم ذو القياسات المتعددة يمر بثلاث مراحل رئيسية هى :
(1) مرحلة التقويم والتشخيص :
وفيها يتم التحقق من وجود التخلف العقلى باستخدام اختبارات مقننة وأساليب قياس أخرى غير مقننة فى مجالات القدرة العقلية والسلوك التكيفى ، والجوانب النفسية والانفعالية ، والجوانب الصحية والبدنية والبيئية0
(2
) مرحلة التصنيف والوصف :
وفيها يتم وصف وتصنيف احتياجات الفرد حسب مستويات الدعم المحددة فى التعريف وليس وفقاً للتصنيف التقليدى الذى يعتمد على القياس النفسى كالتخلف العقلى البسيط ، والمتوسط والشديد 0
(
3) مرحلة بناء نموذج للاحتياجات المطلوبة :
وتمثل هذه المرحلة نتاجاً للمراحل السابقة حيث ينبغى أن يشمل النموذج المقترح جميع ما ورد من وصف لجوانب القوة والضعف ، وتحويل هذا الوصف إلى أهداف تعليمية عامة وخاصة تشكل فى مجملها البرنامج التربوى والتعليمى المبنى على أساس الاحتياجات الفردية ، وعلى ما حدده فريق العمل المتبادل من مدخلات شاملة ومتبادلة ضمن ذلك البرنامج 0
ثانياً : تطبيقات التوجهات المستقبلية للتقويم النفسى والتربوى فى مجال التربية الخاصة :
قد يستخدم الكمبيوتر فى مجال القياس والتقويم النفسى والتربوى استخداماً تقليدياً فى إنجاز بعض الأعمال ، كالتحليل الإحصائى للبيانات الناتجة عن تطبيق الاختبارات والمقاييس النفسية للتحقق من خصائصها السيكومترية " الثبات والصدق والمعايير" 0إلا أن استخدام الكمبيوتر فى مجال القياس والتقويم النفسى والتربوى لم يعد يقتصر على هذا الجانب ، وإنما امتد ليشمل جوانب أخرى أكثر تكنولوجية وأصبح له تطبيقاته
المعاصرة والتى يمكن الاستفادة منها فى مجال التربية الخاصة وهى :
(1) التقويم المبرمج آلياً :ويعتمد هذا النوع من التقويم على اختبارات ومقاييس مبرمجة آلياً ، يتم تطبيقها من خلال الكمبيوتر ، ويمكن تنفيذها قبلياً أو بعدياً أو أثناء المواقف التعليمية وذلك من خلال اختبارات لفظية منطوقة ، أو تحريرية مكتوبة ، أو مصورة 0 وفيه يتم تقديم الأسئلة إلى المفحوص بالتتابع وفقاً لمستوى قدرته وسرعته فى الإجابة عن السؤال 0 ومعنى هذا أن الكمبيوتر هو الذى يختار المفردات لكل فرد طبقاً لمستوى قدرته وزمن إجابته عن السؤال السابق فيختار له السؤال التالى 0 ويعد هذا النوع من التقويم من أحدث التوجهات فى مجال التقويـم النفسى والتربوى ولكنه يتم بصورة فردية ، وقد يكون مكلفاً نوعاً ما 0
ويمتاز هذا النوع من التقويم بالمتعة والتشويق خصوصاً مع تقدم البرمجة وانتشار الكثير من برامج التقويم الذاتى المعتمدة على حل المشكلات والذكاءات المتعددة 0 بالإضافة إلى تقديم اختبارات مناسبة لمستويات وقدرات الأفراد بما يتيح التدرج من حيث السهولة والصعوبة فى الفقرات أو الأسئلة ، وتوفير الوقت وتطبيق ما يعرف بمبدأ تفريد التقويم Evaluation individualization 0
(2
) التقويم المصور :
ويعتمد هذا النوع على الأشكال والرسوم والصور فى تنفيذ التقويم ، حيث يستخدم الاختبارات المصورة لذلك بدلاً من الصيغ اللفظية التحريرية أو الشفهية بصورة تحقق التفاعل بين الكمبيوتر والمستجيب فى مجال القياس ، حيث يمكن تقديم اختبارات غير متحيزة لغوياً ، أو التقليل إلى أكبر درجة ممكنة من أثر اللغة اللفظية ، ويمكن تنفيذ هذا النوع من التقويم قبل وأثناء وبعد الموقف التعليمى ، كما يمكن تطبيقه بصورة فردية شفهياً خلال مقابلات شخصية أو بصورة جماعية تحريرية 0 ويمكن أن يتم هذا النوع من خلال اختبارات مصورة ، أو اختبارات مصورة بالفيديو أو الرسوم المتحركة لتتناسب وقدرات الأطفال ذوى الفئات الخاصة 0
(3
) إنشاء بنوك أسئلة :
تتم الاستعانة بالكمبيوتر فى مجال التقويم النفسى والتربوى من خلال تصميم ما يعرف ببنوك الأسئلة ، والفكرة التى تقوم عليها تتمثل فى تخزين كم هائل من الأسئلة فى مختلف مجالات المعرفة ، مع تصنيف هذه الأسئلة فى ذاكرة الحاسب طبقاً لخصائص عديدة ، بحيث يكون لكل سؤال خصائصه الإحصائية الناتجة عن تطبيقه فى الميدان لحساب هذه الخصائص ، ويتم عمل تدريج لهذه الأسئلة طبقاً لمستويات السهولة والصعوبة متحررة من طبيعة خصائص أفراد العينة ، وكذلك معادلة هذه الأسئلة لإمكانية عمل المقارنات بين نتائجها من حيث المستوى ، ويعتمد ذلك على برامج إحصائية وبرامج تخزين واستدعاء باستخدام أحد نماذج الاستجابة للمفردة 0
(
4 ) إعداد حقائب التقويم أو ملف الأعمال الشخصية للطالب :
يعتبر ملف الأعمال الشخصية للطالب بمثابة الوعاء الذى يحفظ فيه أعماله 0 ومن ثم يعد المحك الحقيقى لمعرفة مدى تقدمه فى الأعمال والتكليفات التى قام بها ، والعمل على تحسين الأداء بصورة مستمرة ، وإصلاح الخطأ فى أساليب التعلم والتعليم ، وتبيان قيمة ما تم تحقيقه من خلال تنفيذ الخطط والبرامج التعليمية بإصدار الأحكام الموضوعية التى يمكن عن طريقها بيان الأخطاء ، ومن ثم بناء البرامج العلاجية التى تكفل وضع المتعلم فى مساره الصحيح 0
ولقد برزت حقائب التقويم كأداة فعالة لجمع المعلومات والأمثلة الحية لأعمال الطالب ومراقبة نموه بشكل مستمر ضمن الاهتمام المتزايد باختبارات تقويم الأداء 0 وتعتمد كثير من البرامج التى تنفذ حالياً فى مجال اختبارات تقويم الأداء على الحقيبة التقويمية لما تتيحه من إمكانات واسعة لمشاركة الطالب فى اختيار محتوياتها ، وفرص غير محدودة لمراقبة مستوى تقدمه0
(5
) استخدام التقويم البديل :
يكون التقويم حقيقياً عندما تكون الاختبارات قائمة على نوع الأعمال التى يقوم بها الناس ، بدلاً من استثارة إجابات عن أسئلة سهلة 0 والتقويم الحقيقى أو الأصيل أو البديل هو التقويم الفعلى للأداء لأننا بذلك نعلم إذا ما كان الطلاب قادرين على استخدام ما تعلموه فى مواقف الحياة المدرسية التى تقترب كثيراً من مواقف الحياة الفعلية ، وإذا ما كانوا قادرين على التجديد والابتكار فى المواقف الجديدة 0
وأخيراً يقترح الباحث عناوين لبعض البحوث والدراسات التى يمكن إجرائها بالتعاون مع المتخصصين فى القياس والتقويم النفسى والتربوى كتطبيقات للتوجهات المستقبلية للتقويم النفسى والتربوى فى مجال التربية الخاصة :
o نسخة مبرمجة من اختبار المصفوفات المتتابعة لرافن وتقنينها على الأطفال ذوى الفئات الخاصة 0
o الخصائص السيكومترية لنسخة مبرمجة من اختبار الذكاء المصور للأطفال ذوى الفئات الخاصة 0
o نسخة مبرمجة من مقياس الذكاءات المتعددة واستخدامها فى التعرف على الموهوبين والمتفوقين 0
o نسخة مبرمجة من مقياس مفهوم الذات مع تقنينها على الأطفال ذوى الفئات الخاصة 0
o تطوير اختبارات تقييم حديثة للسلوك التكيفى لوصف سلوك الأطفال ذوى الفئات الخاصة عبر مستويات عمرية مختلفة 0
o نسخة مبرمجة من مقياس المهارات الاجتماعية وقدرتها على اكتشاف العلاقات الاجتماعية بين الأطفال ذوى الفئات الخاصة0
o استخدام الحقيبة التقويمية لأداء الأطفال ذوى الفئات الخاصة مقارنة بالعاديين 0
o تشخيص صعوبات التعلم باستخدام نظرية السمات الكامنة 0
o دراسة تقويمية لأداء الطالب المعلم بقسم التربية الخاصة فى ضوء نظرية السمات الكامنة 0
o تقويم مستوى التحصيل الدراسى لطلاب قسم التربية الخاصة فى ضوء نموذج راش 0
o إعداد اختبارات تحصيلية متكافئة تناسب مستويات الأفراد المتشابهة فى مستوى القدرة من ذوى صعوبات التعلم فى المجالات المختلفة0
o بناء اختبار تشخيصى محكى المرجع فى المهارات الأساسية فى القياس النفسى لدى معلمى الفئات الخاصة 0
o استخدام نموذج راش فى بناء بنك للأسئلة لبعض المقررات الأساسية فى قسم التربية الخاصة وتحديد الدرجات الفاصلة المقابلة للتقديرات الجامعية0
o تقويم برنامج دمج الفئات الخاصة فى مدارس العاديين فى ضوء نظرية السمات الكامنة 0
o بناء مقياس للخصائص السلوكية والانفعالية والاجتماعية للتلاميذ ذوى صعوبات التعلم فى ضوء نموذج راش 0
[color=red