ألعاب الكمبيوتر تحول الأطفال إلى مرضى نفسيين! نذبحهم بأيدينا وأموالنا
مع دخول الإلكترونيات المتقدمة وخصوصا تلك التي يتفاعل معها البشر، أصبح العديد من الأشخاص، كبيرهم وصغيرهم، يستخدمون تلك التقنيات لأوقات محددة أو لساعات طوال وقد يمكث الانسان امام شاشة الكمبيوتر أحياناً أياما للتسلية وقتل الوقت .وتعتبر الألعاب التي يمارسها الانسان على الكمبيوتر سلاحا ذو حدين فقد تنطوي على سلبيات وايجابيات وخاصة الألعاب التى تساعد الطفل على تنمية مداركه و أصبحت تلك التقنيات تشكل خطرا جسيما على مستخدميها، وتحولت بعد أن كانت أداة لهو وترفيه إلى أداة حرب صحية بلغت حد الإدمان الذي قد يؤدي الى الوفاة. فبعد أن كان جهاز الألعاب الخاص بالأطفال وسيلة ترفيه أصبح رعبا يهدد المنازل في جميع أنحاء العالم، ليصل هذا الرعب إلى حد الانتحار أو الموت نتيجة لمواصلة التركيز والمكوث أمام تلك الإلكترونيات، سواء كانت شاشة تلفزيون أو شاشة كمبيوتر أو شاشة ألعاب، لأوقات طويلة جداً. ومن هنا كان ل«الرؤية»وقفة أمام هذه القضية التى تهدد مستقبل جيل قادم فالى التفاصيل:
فى البداية يقول إبراهيم السيد إن هذه الألعاب تعتبر سلاحا ذا حدين فكما أن لها سلبيات فإنها لاتخلو من الإيجابيات فالطفل فى مرحلة عمرية يحتاج إلى تنمية مداركه ومن هذه المدارك تنمية خياله من خلال اختيار الآباء للالعاب التى تساعد الطفل على تنميتها ولكن علينا أن نوفق بين وسائل الترفيه الإلكترونية وبين وسائل الترفيه الأخرى مثل الألعاب التى تنمى الخيال والإدراك كالمكعبات وغيرها ومن هنا نستطيع أن ننشئ طفلا اجتماعيا .
روح العنف
ويرى عبدالله زايد أن هذه الألعاب بالغة الخطورة على أطفالنا لما تحويه من سلبيات تنعكس على الطفل وتدعوه للتمرد وتنمى فيه روح العنف والعداء وحب الانتقام كما تدعوه الى تعاطى المخدارات والهروب من الشرطة فالطفل المدمن لهذه الألعاب يصبح عنيفا وكثير من الألعاب تحتوى على أعداد كبيرة من القتل ومن هنا يتعلم الطفل أن القتل شئ مقبول وممتع فعلى الآباء أن يدركوا مخاطر العاب الفيديو وآثارها السلبية على أطفالهم.
ومن جانبه يؤكد حامد القهيدي أن الأطفال مدمنون لهذه الألعاب بشكل غير طبيعي وتسبب لأولياء الأمور الكثير من المتاعب وتخلق طفلا إنطوائيا, وأنا أشاهد آثارها على اولادى بعد كل لعبة يقوم ابنى بتطبيقها على أرض الواقع كالعنف على أخواته داخل المنزل إضافة الى أن الاطفال المدمنون لالعاب الفيديو أكثر عرضة للاخفاق الدراسي حيث أنهم يجعلونها من أولوياتهم على حساب الدراسة ومن الناحية الصحية تؤدي الى ضعف البصر لانهم يقضون معظم الوقت أمام الشاشات.
ويقول حمد الرشيدي إن اساس المشكلة يتمثل فى أن الآباء ليس لديهم خطة محددة لكيفية شغل أوقات فراغ أطفالهم، مما يحمل الأسرة العبء الأكبر فى تلافى أضرار هذه الألعاب فالأسرة تستطيع أن تحدد للطفل ما يمارسه من هذه الألعاب وما لا يمارسه فعل أولياء الأمور أن يختاروا ما هو مناسب للطفل ومرحلته العمريه والا تحتوي هذه الألعاب على ما يخل بدينه وصحته وأن يحددوا ساعات معينة للعب بعد الانتهاء من الواجبات الدراسية .
ويرى سعود أبو هذال أن الألعاب الالكترونية لها فوائد على الطفل ولكن بعد رقابة الأهل وبما يتفق مع ميول الطفل ومواهبه فيجب اهتمام الآباء بتوجيه ابنائهم لاختيار الالعاب المناسبة لفئاتهم العمرية وذلك لتفادي تأثرهم بما تحتويه الأشرطة من مخالفات أخلاقية وسلوكيه وفكرية ويجب على الجميع إدراك أن الله سبحانه وتعالى سيحاسب الأباء على تربية أبنائهم «فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
حرب موجهة
ويقول خالد المكحال للاسف أن هذه الألعاب تعتبر من الحروب الغربية على الشرق لما تحتويه هذه الألعاب من مواد تعمل على إفساد جيل كامل وعلى الدولة أن تعى ذلك بأن يكون هناك ضوابط رقابية شبه عمومية تحرص على تنفيذها وتكون بإشراف تربوي بحيث يستطيع الطفل أن يقضي فيها جزءا من وقت فراغه دون خوف أو قلق من الأهل على أولادهم فيمارس العاب الذاكرة وتنشيط الفكر ,والألعاب الإلكترونية لها جوانب إيجابية فى تنمية مهارات الدقة والمتابعة والتركيز كما أن الأطفال المولعين بهذه الألعاب يصابون بتشنجات عصبية ومن المؤكد أن الكثير من الأهالي يعانون من عصبية أبنائهم الذين يمارسون هذه الألعاب لساعات طويلة.
ويستطرد سعود الرشيدي قائلا الألعاب الإلكترونية تخلق طفلا أنانيا لايفكر فى شىء سوى اشباع حاجته وكثيرا ما تثار المشكلات بين الأخوه داخل المنزل حول من يلعب وإنها تعلمه أمور النصب والاحتيال إضافة أنها تصنع طفلا عنيفا لما تحويه من مشاهد العنف خصوصا أن الطفل يتأثر بالشخصية التى يراها فى اللعبة تأثيرا كبيرا ويحاول تقليدها فى كل شئ حتى إذ شاهده فى اللعبة يقوم بحركة منافية للاداب العامة وبالتالى سيبقى تصرف الطفل فى مواجهة المشاكل التى تصادفه يغلب علها طابع العنف.
وتقول أم حمزة إن الكثير من الآباء يجهلون مخاطر تلك الألعاب وآثارها السلبية على أطفالهم وأيضا المخاطر السلوكية والدينية التى ينبغي الالتفات اليها فهذه الألعاب تروج للعنف وتهدم القيم والأخلاق لدى أطفالنا خصوصا و أن الطفل يندمج مع اللعبة لدرجة أنه يصبح جزءا منها وكثيرا ما تعرضنا لمشكلات من أبنائنا نتيجة لهذه الألعاب
وترى أم حمزة أن أطفالنا بداخلهم طاقة لابد من تفريغها فى أشياء مفيدة كأصطحابهم الى الحدائق وممارسة الالعاب الرياضية التى تهذب أخلاقهم وتلهيهم عن تلك الألعاب التى تعمل على تدمير هم .
ويرى ثامر المطيري أن أول مشكلة تسببها هذه الألعاب أنها تغرس صفة تجاهل الآبناء لآبائهم واللامبالاة فالطفل يكون مندمجا مع اللعبة والاب ينادى عليه وهو لايبالى بتلك النداءات وبالرغم من أن هناك بعض الألعاب المفيدة للطفل لتنمية مهاراته الفكرية الا أنها من وجهة نظرى بها الكثير من السلبيات وخصوصا السلبيات الصحية فعلى الاهل أن يحدودا ساعات معينة للعب ويحرصوا على عدم إدمان أطفالهم لتلك الالعاب.
ومن الناحية السيكولوجية ومدى تأثير هذه الالعاب على الطفل نفسيا وبدنيا يؤكد أستاذ علم النفس د. غنام الغنام إن الانترنت وألعاب الفيديو أو التلفاز وغيرها تعتبر وسائل ترفيهية وتعليمية إذا ما استخدمت على أسس وبطريقة صحيحة وتظهر سلبياتها وخطورتها على الفرد والمجتمع إذا ما استخدمت بطريقة خاطئة.فمتى ترك للطفل أن يستخدم هذه الأجهزة لوحده ولساعات طويلة بدون رقيب ومتابعة يؤدي إلى الإنعزالية والى أمراض نفسية كبيرة إضافة الى أن الطفل سيكتفي بهذه الأجهزة عوضا عن الحياة الاجتماعية
ويشير د. الغنام الى دور الآباء فى هذه القضية وخاصة أن بعض الآباء يجدون أن انشغال الطفل بهذه الأمور حلا رائعا ليحل الهدوء فى البيت ولكن يجب على الآباء أن يفكروا فى ما هو أهم وهم أبناؤهم حتى ينشأ جيل سليم نفسيا واجتماعيا
ويوضح د. الغنام أن الأطفال المدمنين للألعاب كثيرا ما يتعرضون للعنف وعلى الآباء تحديد أوقات معينة مسموح فيها للعب وأن يبينوا لابنائهم خطورة هذه الالعاب عليهم اذا ما استخدموها بطريقة خاطئة وعلى الآباء أيضا أن يجعلوا هذه الألعاب جماعية كأن يلعب أحد الوالدين معه ثم يشجعه على أن يأتي أصدقاؤه ليلعب معهم وذلك لتشجيع الاتجاه الاجتماعي لديه.
http://www.arrouiah.com/node/39466